
واشنطن - زيلدا كالدويل - اسي مينا - أعلن مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة الأميركية تسريح 50 موظفًا من مكتب خدمات الهجرة واللجوء، وذلك بسبب تأخر الحكومة الفيدرالية في تسديد التعويضات المُستَحَقَّة.
في بيان نقلته وكالة الانباء الكاثوليكية ، شريك إخباري باللغة الإنجليزية، أكدت المتحدثة باسم المؤتمر، شييكو نوغوتشي، أنّ هذه الخطوة جاءت نتيجة «الغموض المستمرّ بشأن إعادة توطين اللاجئين ومستقبل هذه البرامج بشكلٍ عام». وأضافت: «نطلب منكم الصلاة من أجل هؤلاء النساء والرجال المُتَفانين في خدمة إخوتهم وأخواتهم المحتاجين».
ويُعَدُّ قرار التسريح مؤشرًا إلى تفاقم الأزمة السياسية والمالية التي تعصف بمؤتمر الأساقفة والهيئات الخيرية التابعة له، إذ تعتمد كلّها على التمويل الفيدرالي لتقديم الخدمات الأساسية للمهاجرين واللاجئين. وقد خضعت هذه المساعدات لرقابة مُشدَّدَة فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب.
يحيل المؤتمر الجزء الأكبر من المنح الفيدرالية السنوية (وهي تتجاوز 100 مليون دولار) إلى منظمات شريكة، مثل «كاريتاس». ويعتمد التمويل بشكلِ أساس على «برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة» المخصّص لدعم إعادة توطين اللاجئين بعد موافقة من الحكومة الفدرالية.
ووفقا للبيانات المالية المدققة للمؤتمر، غطّى التمويل الفيدرالي أكثر من 95% من نفقات برامج الهجرة واللجوء في خلال السنوات الأخيرة. ففي العام 2023، أنفق المؤتمر 134.2 مليون دولار على هذه الخدمات، وتكفّلت الحكومة الفيدرالية بمبلغ 129.6 مليون دولار. أما في العام 2022، فبلغت النفقات نحو 127.4 مليون دولار، وحصل المؤتمر على 123 مليون دولار من التمويل الفيدرالي.
وتجدر الإشارة إلى أنّ «لجنة الهجرة» التابعة للمؤتمر تُشرف على شبكة إعادة توطين كاثوليكية تضمّ أكثر من 65 مكتبًا شريكًا في مختلف أنحاء الولايات المتحدة. وتسهم هذه المكاتب في إعادة توطين نحو 18% من اللاجئين الذين يدخلون البلاد سنويًّا.
ووفقًا لصحيفة ذا بيلا، أبلغ الأمين العام للمؤتمر، الأب مايكل فولر، الأساقفة بمذكرة في تاريخ 7 فبراير/شباط تفيد بأنّ وكالات إعادة التوطين أو المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك «خدمات الإغاثة الكاثوليكية» لم تتلقَّ أيّ تعويضات فيدرالية منذ تولّي ترامب منصبه في 20 يناير/كانون الثاني.
كما ذكرت الصحيفة نفسها أنّ مذكرة الإعلان عن إجراءات التسريح أُرسلت عبر البريد الإلكتروني إلى الأساقفة الأميركيين في اليوم نفسه.
وفي سياق متصل، دعت «خدمات الإغاثة الكاثوليكية»، التي تقدّم المساعدات للفقراء في أكثر من 100 دولة، داعميها إلى التواصل مع ممثليهم في الكونغرس للتعبير عن قلقهم إزاء قرار الإدارة بوقف العمل في معظم برامج المساعدات الخارجية الأميركية.