تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

متابعة وتشاركيّة واستدامة... برنامج فريد لدعم المشاريع الصغيرة في سوريا

اسي مينا

حلب - سهيل لاوند - آسي مينا يحلّ في 20 فبراير/شباط من كل عام اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية. ويتمحور الاهتمام في هذا اليوم حول تعزيز الوعي بأهمية العدالة والإنصاف ومعالجة قضايا مثل الفقر والبطالة والحماية الاجتماعية، إلى جانب التركيز على الاستدامة البيئية. ومنذ سنوات تحاول الكنيسة ومنظماتها في سوريا مواجهة تلك القضايا ضمن إمكانياتها المتاحة.

يُعدّ برنامج «ريستارت» الذي أطلقته مبادرة «بذور رجاء» التابعة لحركة «عمل مريم-الفوكولاري» واحدًا من أبرز برامج المشاريع الصغيرة في البلاد لأسباب تشرحها مسؤولة البرنامج نور الراعي.

وتقول الراعي: «غاية "ريستارت" تحفيز السوريين في بلدهم على تأسيس أعمالهم الخاصة، ما يقلّل فرص تفكيرهم بالهجرة، وبالتالي الحفاظ على النسيج السوري. لذا، منذ العام 2021 حتى اليوم أقمنا أربعة مشاريع، اثنان منها في حمص وواحد في حلب وآخر في مدينة بانياس، وبلغ مجموع المستفيدين 116 شخصًا».

وتضيف الراعي: «لا تقتصر المشاريع على تقديم المِنح المالية، بل تشمل تقديم المعدات المطلوبة مع توفير الطاقة الكهربائية إن دعت الحاجة، وهو ما كان يجري سابقًا عبر تزويد المستفيدين بمولّدات كهربائية؛ لكن في السنتين الأخيرتين لجأنا إلى الطاقة الشمسية».

وعمّا يميز برنامج «ريستارت» عن غيره توضح الراعي: «يتميز برنامجنا باعتماده التبادلية والتشاركية، ونشر ثقافة العطاء في المجتمع. فكما حصل الشريك على منحة مجانية، بإمكانه تقديم شيء مجاني لمحيطه، وهذا ليس غريبًا عن طباع الإنسان السوري. لذا،  ثمّة من علّم أشخاصًا آخرين مهنته، وآخر قدّم بعضًا من منتجاته بالمجان، وثالث قدّم مِنحًا بمبالغ صغيرة لأشخاص من خارج المشروع كي يؤسّسوا مشاريعهم الخاصة».

وتؤكد الراعي أهمية عنصر الاستدامة في المشاريع، إذ إنّ مدة متابعة المشروع سنتان، بعدها يكمل المستفيد عمله بمفرده. وأشارت إلى أنّ متابعة مشاريع حلب اختُتِمت الشهر الماضي، وقد شملت: الخياطة والتطريز، وحرفة الموزاييك، والتجميل، وصيانة السيارات، وميني ماركت، وكذلك الصناعات المنزلية، مثل إنتاج الغذاء والمنظفات وتسويقها وبيعها، وغيرها.