
نبض الحياة: مشهدٌ من الخوف والترقّب يسود وسط باكستان، وتحديدًا منطقة جارانوالا، في فيصل آباد. هناك، كان اليومان الفائتان أشبه بكابوس بالنسبة إلى السكان المسيحيين، إذ تعرضت الكنائس والبيوت لسلسة من الهجمات بذريعة اتهاماتٍ مزعومة بإقدام أسرة مسيحيّة على حرق القرآن.
تلك الاعتداءات دفعت الكثير من مسيحيي المنطقة إلى الاستغاثة بحثًا عن ملاذٍ آمن لهم ولعائلاتهم، وخوفًا من تفاقم الأمور وتصاعد العنف ضدّهم، استغاثة وجدت آذانًا صاغية إذ تحرّكت الشرطة أخيرا ونشرت قبل ساعات مئاتٍ من عناصرها لحماية المسيحيين والكنائس، بعدما كان تدخّلها محدودًا ويندرج في محاولات التهدئة واجتناب تدهور الأوضاع.
وأعلنت الشرطة عن اعتقال أكثر من مئة شخص على خلفية الاعتداءات.
وكانت مجموعات إسلامية قد اتّهمت المواطن سليم مسيح بحرق القرآن على مواقع التواصل الاجتماعي، من دون التأكّد من صحة الخبر، وعلى خلفية انتشار الخبر المزعوم بشكل واسع، أضرم المحتجون النار في كنائس عدّة، كما لم تنجُ بيوت الكثير من المسيحيين من الهجمات والتحطيم.
الأزهر يندد..
واستنكر الأزهر الاعتداءات التي استهدفت عددا من الكنائس شرقي باكستان، مؤكدا رفضه القاطع لمثل هذه "الجرائم المنبوذة".
جاء ذلك في بيان صادر عن الأزهر، عقب ساعات من إعلان الشرطة الباكستانية إضرام مجموعة أشخاص النيران في عدد من الكنائس شرقي البلاد.

أعمال إجرامية..
وأكد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين د. أحمد الطيب في تصريحات صحفية أن مثل هذه الأعمال الإجرامية تتنافى مع تعاليم الأديان السماوية والقوانين والأعراف الإنسانية التي تدعو لاحترام مقدسات الآخر وعدم الاعتداء على دُور العبادة.
تاريخ دموي..
ويشار الى أن تاريخ باكستان ملطخ بدماء المسيحيين على مدار السنوات الماضية، حيث استشهد ٧٢ مسيحيا في هجوم انتحاري مزدوج امام كنيسة جميع القديسين وأصيب ١٢٠ آخرون، عام ٢٠١٣، هذا إضافة لاستشهاد وجرح المئات من المسيحيين في هجوم انتحاري آخر عام ٢٠١٦ أثناء احتفال المسيحيين بعيد الفصح المجيد في إحدى المتنزهات.
يذكر أن نسبة المسيحيين في باكستان تبلغ 2 في المئة أي ما يقارب 4 مليون مسيحي، وذلك وفقا للاحصاءات الحكومية هناك.