
بيروت - د.امال شعيا - اسي مينا - روجيه زيادة، رئيس جماعتَيْ رسل الكلمة وحرّاس الكنيسة في رعيّة سيّدة النجاة - الدكوانة اللبنانيّة. يطلّ ليشرح، انطلاقًا من خبرته الروحيّة ودراسته للاهوت، قوّة كلمة الله وكيفيّة العمل بها.
يفسّر زيادة أنّ «إنسان اليوم تطوّر وأصبح خبيرًا في التكنولوجيا والاتصالات». ولكنّ زيادة يتساءل: «ماذا عن التواصل مع الآخر؟ فالكلمة تحمل في طيّاتها قوَّة تُحيي أو تُميت».
يضيف زيادة أنّ بعضهم «ذهب إلى التخصّص في فنّ البلاغة الماكرة، والإغراءات اللفظيّة، بهدف إقناع المستمع، والحصول على ضمانة صدقِه أو لارتداء قناع يخفي حقيقة ذاته وضعفه، خوفًا من حكم الآخرين عليه. أو يسعى بعضهم إلى الحصول ببساطة على كفيل سماويّ، وعندئذٍ لا يجرؤ أحد على التشكيك بكلامه، فيحلف باسم الله باطِلًا، وكأنّ الله شيء يستخدمه ويستغني عنه ساعة يشاء».
وذكّر زيادة بقول المسيح: «لا تحلفوا أبدًا، لا بالسماء فهي عرش الله، ولا بالأرض فهي موطئ قدميه، ولا بأورشليم فهي مدينة الملك العظيم. ولا تحلف برأسك؛ فأنت لا تقدر أن تجعل شعرة واحدة منه بيضاء أو سوداء. فليكن كلامكم: نعم نعم أو لا لا. فما زاد على ذلك كان من الشرّير» (متّى 5: 34-37).
يَستَشهد زيادة بكلام المونسنيور بولس فغالي قائلًا: «كم من مرّة جاءت الكلمة وجدَّدَت حياتنا، أو، لا سمح الله، جلبت علينا حكمًا ودينونة وضياعًا؟». ويتابع زيادة أنّ الموت والحياة في يد الكلمة، بحسب ما يقول سفر الأمثال (18: 21).
ويُعلن: «الشريعة الإلهيّة هي وصايا الحبّ الإلهيّ وليست مجرد كلمات محفورة على لوح من حجر». ويَعتبر أنّ الشريعة قد تصبح عائقًا أمام الإنسان، فلا يعود بإمكانه تخطّيها أو تطبيقها كلّيًّا، فيشعر بالعبوديّة. ويشدّد على أنّ الشيطان يُشَوِّه صورة الله في عقولنا وقلوبنا، فيرينا الله سيّدًا قاسيًّا ظالمًا، لذا تنشأ الحاجة إلى قوانين مدنيّة تنظّم حياتنا اليوميّة.
الكلمة الخالقة في الإنجيل
يؤكّد زيادة في الوقت عينه أنّ «إنسان اليوم بحاجة إلى اختبار قوّة الكلمة، وليس إلى التواصل أو تحديد الأشياء فحسب». ويتابع أنّ الإنسان يحتاج إلى «النظر، من خلال عيون الإنجيل، إلى قوّة الكلمة الخالقة التي هي نور. فنستنير بها ونولد كلّ يوم ولادة جديدة. ونصغي إليها، كي تقع في أعماقنا، فتنمو وتغدو هي المتكلّمة فينا».
ويختم زيادة حديثه قائلًا: «صادقة هذه الكلمة، نقولها ونمشي، ونتركها تعمل في من يسمعها. فلا نحتاج حينها إلى ضمانات أو إلى كلمات مُنَمّقة، كي يُحِبّنا الآخر، بل الحبّ الإلهيّ هو الكلمة المتجسّدة في حياتنا. وبهذا الحبّ نُحِبّ، ونكون شهودًا صادقين على أبوّة الله وأمومته لنا، فنحيا حرّيّة أبناء الله».