
بيرزيت - الأب لويس حزبون - "كانَ فِصحُ اليَهود قَريبًا، فصَعِدَ يسوعُ إلى أُورَشَليم" (يوحنا 2: 13).
“فِصحُ" بالعبريَّة פֶּסַח (معناه عبور) هو أحد الأعْياد الرَّئيسيَّة السَّنويَّة الذي يحتفل به كلُّ ذكرٍ يهودي في أورَشَليم (تثنية الاشتراع 16: 16)، وذلك لإحياء ذكرى خروج شعب العهد القديم، بني إسرائيل من مصر وتحريرهم (خروج 12: 11-23). هو العبور من العبودية في مصر إلى الحرية، والمرور من الظلام إلى النور، ومن الحزن إلى الفرح. وأهم شيء هو التضحية بالشَّاة: لأنَّه بمجرد وضع دم الشاة على عتبات المنازل سيتم إنقاذها. سوف يعبر الملاك، ومن هنا يأتي معنى كلمة "فصح" أي أن يعبر. (خروج 12: 1-14). وكان عيد الفصح يُحتَفل به في الهَيكَل لمدة أسبوعٍ كاملٍ في يوم الفصح وبعيد الفطير بقيَّة أيام الأسبوع.
ويعلق العلامة أوريجانوس " هل يوجد احتفال بفصح آخر غير فصح اليهود؟ ويجيب أنه "ربما كان بعض اليهود يحتفلون بالفصح حسب فكرهم البشري، وليس حسب الفصح الذي ورد في سفر الخروج: "إنه فصح للرَّبِّ" (خروج 12: 11)، ولم يقل "إنه فصحكم" في أي موضع".
أقدم نص حول عيد الفصح المسيحي بعد النص الموجود في سفر الخروج، هو ما ورد في رسالة بولس إلى أهل قورنتس "طَهِّروا أَنفُسَكُم مِنَ الخَميرةِ القَديمة لِتَكونوا عَجينًا جَديدًا لأَنَّكُم فَطير. فقَد ذُبِحَ حَمَلُ فِصْحِنا، وهو المسيح" (1 قورنتس 5: 7). بعد استقرار الفصح المسيحي الجديد انتهى الفصح اليهودي ولم يصبحْ له معنى؛ لان المسيح هو الفصح الجديد.
والتقليد المسيحي بأكمله قد سلط الضوء على حقيقة أن يسوع قد احتفل بعيد الفصح.
كان هذا أول فصح يُذكر في إنْجيل يوحنا بعد عماد السَّيد المسيح (يوحنا 2: 13).
وأمَّا الفصح الثَّاني فقد ورد في إنْجيل لوقا (6: 1)،
والفصح الثَّالث ورد في إنْجيل يوحنا (يوحنا 6: 4)
الفصح الرَّابع صُلب فيه السَّيد المسيح (يوحنا 11: 55). وفي أثناء العشاء الأخير أعطى يسوع للفصح اليهودي معنى جديدًا يرتبط بالذَّبيحة على الصَّليب بقوله "هذِه الكَأسُ هي العَهدُ الجَديدُ بِدمي الَّذي يُراقُ مِن أَجْلِكم" (لوقا 22: 20).