
القدس – خاص لـ "نبض الحياة" - أعلن الأمين العام لكاريتاس القدس، أنطون أصفر، عن إطلاق مبادرة إنسانية فريدة من نوعها تنفيذاً لوصية البابا فرنسيس قبل وفاته، تقضي بتحويل السيارة المكشوفة التي استخدمها البابا خلال زيارته إلى فلسطين عام 2014 إلى عيادة طبية متنقلة مخصصة لأطفال غزة.
وأوضح أصفر في مقابلة خاصة مع "نبض الحياة" أن قداسة البابا بارك الفكرة فور طرحها، وطلب تنفيذها بشكل عاجل، تعبيراً عن محبته وتضامنه مع سكان القطاع، وخاصة الأطفال الذين يعانون من تدهور حاد في النظام الصحي. وستُحافظ العيادة المتنقلة على المقعد الأصلي للبابا ليجلس عليه الأطفال أثناء تلقي العلاج، في رمز يحمل رسالة روحية وإنسانية عميقة.
تخضع السيارة حاليًا لأعمال تعديل هندسي في القدس بالتعاون مع شركاء محليين، حيث تُجهّز بغرفة للفحص والعلاج، ومعدات طبية تشمل أدوات للكشف عن الالتهابات وخياطة الجروح، إلى جانب نظام تبريد وهيكل مقاوم للصدمات. ومن المتوقع الانتهاء من تجهيزها خلال أسابيع، على أن تُرسل إلى غزة فور فتح الممرات الإنسانية.
وأشار أصفر إلى أن السيارة كانت محفوظة لدى حراسة الأراضي المقدسة. وأضاف: "ستتحول إلى وسيلة تحمل الرجاء والكرامة للأطفال، في ظل الانهيار شبه الكامل للبنية الصحية في غزة".

وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود أوسع تبذلها كاريتاس القدس لتأمين الرعاية الصحية في غزة، حيث تواصل فرقها تقديم الخدمات من خلال شبكة طبية تضم أكثر من 100 موظف محلي وخمس نقاط طبية في شمال القطاع، رغم التحديات اللوجستية والأمنية. كما تعمل المؤسسة على تجهيز مستشفيين وعيادتين متنقلتين جديدتين يتم تصنيعهما في الأردن، بانتظار السماح بدخولهما إلى غزة.
وأكد أصفر أن كاريتاس، بصفتها الذراع الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية، تضع كرامة الإنسان وحقوق الأطفال في صلب رسالتها، وتسعى إلى تعزيز التضامن الإنساني وتقديم الدعم الطبي والنفسي في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، خاصة في المناطق النائية والمخيمات.
واختتم أصفر قائلاً: "نأمل أن تُسهم هذه المبادرة المباركة في التخفيف من معاناة الأطفال، وتحمل لهم رسالة البابا فرنسيس الأخيرة: أن العالم لم ينسَ غزة".