تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

كاريتاس إيطاليا تُطلق نداءً للسلام والمسؤولية في ذكرى هجوم 7 أكتوبر

كاريتاس

في الذكرى الثانية لهجوم حركة حماس على إسرائيل، اجتمع المجلس الوطني لـ"كاريتاس إيطاليا" في روما يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، ليُطلق نداءً صادقًا من أجل السلام، واحترام الحقوق، والمسؤولية، والحوار، واللقاء، في يوبيل الرجاء، وفي ظل أوضاع مأساوية لا تزال مستمرة في الأرض المقدسة والتي لا تبدو طرق التوصّل للسلم فيها ممكنة.

منذ عامين، تركّز اهتمام العالم على ما حدث وما زال يحدث في الشرق الأوسط والأرض المقدسة وتحديدًا في قطاع غزة، حيث يواجه السكان "هجومًا عسكريًا إسرائيليًا خانقًا من جهة، وضغوطًا داخلية من حركة حماس من جهة أخرى". وفي هذا السياق، وانطلاقاً من مأسات الواقع في غزّة، دعت كاريتاس إيطاليا إلى احتضان الأرض المقدسة، وأوكرانيا، وسائر المناطق التي تدميها الحروب، خاصة تلك المنسية منها.
أعرب المجلس عن تتبّعه تطورات الأحداث على مدى هذين العامين باهتمام تام وبقلق بالغ وإحساس بالعجز أمام دوامة العنف هذه، مؤكّدًا أن من يدفع ثمن هذه السياسات التي لا يليق بها هذا اللقب لاستبدلها القانون بالعنف، هم الأبرياء وخاصة الأطفال. وأضاف المجلس أننا نرى، ليس فقط في الأرض المقدسة، ضعف المنظمات الدولية والمتعددة الأطراف الملحوظ مثل الأمم المتحدة. وتابع بالإشارة الى ظهور حاجة طارئة لمؤسسات دولية أكثر فاعلية، تملك سلطة حقيقية لضمان الخير العام، والحد من الجوع والفقر، والدفاع عن حقوق الإنسان.
رغم الظلام، ترى كاريتاس إيطاليا عبر شبكتها المحليّة والدوليّة، علامات رجاء في المبادرات التي تطالب وتبني السلام، والتي تُسائل الحكومات فيما يتعلق باحترام القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان. وقد دعمت كاريتاس إيطاليا مشاريع تضامنية متعددة مع الشعوب المتضررة، خاصة عبر دعم استمرارية المشاريع مع "كاريتاس القدس". وتشجع جميع الجهود التي تسعى إلى الحوار والتي تبني الجسور والتي تجمع بين الأفراد والشعوب والثقافات والأديان.
وانضمت كاريتاس إيطاليا إلى نداء الأساقفة الإيطاليين الذي يحث "بشدّة على وقف أي شكل من أشكال العنف غير المقبول ضد شعبٍ بكامله، والإفراج عن جميع الرهائن، وضمان احترام القانون الإنساني الدولي، وإنهاء التهجير القسري للفلسطينيين". كما شددت على أهمية تطبيق حل "الشعبين والدولتين" كطريق لتحقيق السلام، وحثّت الحكومة الإيطالية والمؤسسات الأوروبية إلى بذل أقصى الجهود لوقف الأعمال العدائية الجارية.
وبالتناغم مع البابا لاوُن الرابع عشر، ومجلس الأساقفة الإيطالي، ومنظمة كاريتاس الدولية، التي تدعو الاتحاد الأوروبي إلى أخذ دور ناشط باعتباره "معلمًا للسلام" وللأمم المتحدة كمنتدى للوقاية من النزاعات وحلها سلميًا، تؤكد كاريتاس إيطاليا الحاجة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بدون قيود، ونشر قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وحماية جميع المدنيين، لا سيما الأطفال والنساء وكبار السن، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات أمام المحاكم الوطنية والدولية.
واستجابةً لدعوة البابا لاوُن الرابع عشر الذي دعا فيها الى تكريس هذا الشهر للصلاة اليومية من أجل السلام، خصوصًا من خلال تلاوة المسبحة الوردية، أكّدت كاريتاس إيطاليا التزامها بنهج اللاعنف، والحوار، والإصغاء، واللقاء كأسلوب ومنهج للأخوّة. وشددت على ضرورة إشراك الجميع، بدأً بالمسؤولين السياسيين، لتفضيل حلول تضمن الأمن والكرامة للجميع، وتفادي جميع أشكال معاداة السامية والإسلاموفوبيا (رُهاب الإسلام) في بلادنا، ورفض الأنانية القومية التي تُبعدنا، بشكل لا رجعة فيه، عن الخير العام و"البيت المشترك"، ودعم أي شخص يشارك في مبادرات المصالحة وجعل كل أبرشية ومجتمع بيت سلام ولاعنف.

المصدرك الفاتيكان نيوز