تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

جماعة الخليل في السليمانيّة العراقيّة… كيف أصبح الراهب السويسريّ كاهنًا كلدانيًّا؟

اسي مينا

السليمانية - جورجينا حبابة - اسي مينا - على أرض السليمانيّة-كردستان العراق، وفي كنيسة مريم العذراء الكلدانيّة تحديدًا في حيِّ «سابون كاران-عمّال الصابون» حطّ الأب السويسريّ يانس بيتزولد رحالَ خدمته الرهبانيّة منذ العام 2011، ليضع اللَّبِنات الأولى لخدمة جماعة الخليل الرهبانيّة في العراق، ساعيًا مع إخوته إلى جعلها واحة محبّةٍ مشعّة بنورها على مجتمع السليمانيّة المتنوّع.

استكمل بيتزولد تنشئته في دراسة الفلسفة واللاهوت والإسلاميّات في المعهد البابويّ للدراسات العربيّة والإسلاميّة (PISAI).

وعقب سنواتٍ من الخدمة والخبرة في دير مار موسى الحبشيّ-سوريا، اختار أن يواصل خدمته في دير الجماعة في كنيسة مريم العذراء.

كيف أصبح كاهنًا كلدانيًّا؟

شرح بيتزولد كيف انتهى به المطاف في السليمانيّة عقب تنقّله بين سويسرا وسوريا وإيطاليا وغيرها. وقال: «أواخر العام 2011، دعا المطران لويس ساكو، راعي أبرشيّة كركوك والسليمانيّة يومئذٍ، (وهو بطريرك الكنيسة الكلدانيّة اليوم) جماعتنا الرهبانيّة لتؤسّس لها ديرًا وتباشر خدمتها في السليمانيّة، واختارتني رهبانيّتي أوّل مرسَل لإعداد المكان وتهيئة ما يلزم للشروع في الخدمة».

وأردف: «تتبع جماعتنا طقس الكنيسة التي تعمل معها؛ فالأب المؤسّس المُغَيَّب باولو دالوليو ارتُسم كاهنًا في دمشق بحسب الطقس السريانيّ. أما بالنسبة إلى كوني كاهنًا كلدانيًّا، فقد أقنعني سيّدنا لويس والأب المؤسِّس دالوليو بأن أصبح كاهنًا. ولأنّ جماعتنا تتخذ طقس الكنيسة التي تعمل معها، كما ذكرت، رُسِمت كاهنًا بحسب الطقس الكلدانيّ».

جماعة خدمة ومحبّة وتواصُل

إلى جانب الاحتفال بالقدّاس اليوميّ، تنشط جماعة الخليل في تقديم المشورة الروحيّة، لا سيّما بإرشاد الأخت فريدريك، والدعم النفسيّ، فضلًا عن دورات تعليم اللغات الكُردية والعربية والإنجليزية، بحسب بيتزولد.واستطرد: «ننظّم ورش عملٍ حول سُبل التواصل اللاعنفيّ، وقراءات معمّقة في الكتب، إضافةً إلى الاهتمام بالتنشئة الأكاديميّة بالتعاون مع المبادرة اليسوعيّة للتعليم عبر العالم. كما ندعم فريقنا لهواة المسرح (فرقة مسرح صابون كاران)، وننظّم فعاليّاتٍ وحفلاتٍ موسيقيّة، ونستضيف مؤتمراتٍ وورش عمل صغيرة لمنظماتٍ غير حكوميّة».تتوالى الأنشطة مع تعاقب الفصول؛ ففي خلال الصيف، تنظّم الرهبانيّة أنشطة ترفيهيّة وتعليميّة للأطفال، مسيحيّين ومسلمين، بالتعاون مع رعيّة القدّيس يوسف. وكانت الجماعة في خلال مرحلة النزوح القسريّ بين عامَي 2014 و2017، تعتني بقرابة ستّين عائلة سكنت كنيسة مريم العذراء وما جاورها.الجدير بالذكر أنّ جماعة الخليل الرهبانية المؤسَّسة في دير مار موسى الحبشي التابع لابرشية حمص وحماة والنبك و توابعها السريان الكاثوليك في سوريا هي جماعة صمت وصلاة، تعيش حياةً رهبانية قوامها البساطة الإنجيليّة، بجمالها ومجّانيّتها. وتسعى إلى تدعيم الوحدة المسكونيّة بين الكنائس وتوطيد الروابط الأخويّة مع أبناء الديانات الأخرى وخدمة الحوار بين الثقافات.