
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني في 22 أكتوبر/تشرين الأوّل من كلّ عام. في هذه المناسبة، نسلّط الضوء على قيمة الشباب في مواقف هذا القدّيس وأقواله.
لطالما عدّ البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني الشباب ثروة للمجتمع، مؤكّدًا أنّ الأمل والتغيير ينبعان من طاقتهم وحماسهم. وقد عبَّر البابا الراحل، في مناسبات عدّة، عن إيمانه العميق بأنّ الشباب ليسوا مجرّد جمهور يُخاطَب، بل إنّهم شركاء فاعلون في بناء الكنيسة والعالم. وهو كان يُشجّعهم على التسلّح بالجرأة والتزام القيَم الروحيّة والأخلاقيّة، قائلًا: «لا تخافوا أن تكونوا قدّيسين! الشباب لديهم القدرة على الحلم والعمل لأجله». كذلك، دعاهم إلى أن يكونوا فاعلين في مجتمعاتهم، وأن يُشاركوا في نشر السلام والعدالة، قائلًا: «العالم ينتظر منكم الشجاعة والإبداع والحبّ الصادق».
وركَّز البابا يوحنّا بولس الثاني على أهمّية التعليم والتربية الروحيّة لتطوير إمكانات الشباب. ودعاهم للاستماع إلى ضميرهم والعمل وفق قيَم الحقّ والحبّ، مؤكّدًا أنّ التزام المبادئ المسيحيّة يمنحهم القوّة لمواجهة الصعاب. ولأجل بلوغ هذه الغاية، دعاهم إلى أن يتركوا سرّ ابن الإنسان يلمسهم: «أقول لكم جميعًا: دعوا سرّ ابن الإنسان يلمسكم، سرّ المسيح الذي مات وقام من الموت. فليلمسكم هذا السرّ الفصحيّ، وليدخل إلى أعماق كيانكم وحياتكم وضمائركم ومشاعركم وقلوبكم، بحيث يُعطي المعنى الأصدق لسلوككم».
وفي عالم يُمزّقه الصراع والانقسام، رفع يوحنّا بولس الثاني صوته صلاةً ورجاء. ومن قلب محبّته العميقة للشباب، قال: «أصلّي ليسير الشباب من الشرق والغرب معًا في درب الحرّية ويعملوا على تخطّي الصراعات بين الأعراق والشعوب، فيبنوا معًا عالمًا من الأخوّة الحقيقيّة ويحملوا رسالة الإنجيل». وفي النهاية، يبقى فكر البابا يوحنّا بولس الثاني اليوم دعوةً حيّة إلى الشباب ليكونوا جسرًا بين الحاضر والمستقبل، وشهودًا للأمل في عالمٍ يحتاج إلى الإيمان والمحبّة والشجاعة.
نسألك أيّها الربّ يسوع أن تملأ قلوب الشباب بنورك، وتزرع فيهم الجرأة ليشهدوا لمحبّتك في عالم يتوق إلى الرجاء. اجعلهم، على مثال القدّيس يوحنّا بولس الثاني، شهودًا للحرّية، ورسلًا للسلام، وبُناةً لعالمٍ تسكنه الأخوّة.
المصدر: آسي مينا / د. آمال شعيا