
فريق عمل اسي مينا- دعا المطران بشار متي وردة، راعي إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة، الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى العمل من أجل إحلال السلام، مشيرًا إلى خشية العراقيّين من اتساع رقعة الحرب الدائرة في الأراضي المقدسة لتجتاح المنطقة بأسرها.
وأعرب وردة في حديثٍ إلى «عون الكنيسة المتألمة» (مؤسّسة خيريّة كاثوليكية لمساعدة المسيحيّين المضطهدين) عن خشيته من أن يتسبّب تصاعد الصراع في موجة أخرى من الهجرة، وما يترتّب عليها من عواقب مدمِّرة على المجتمع المسيحي الذي يعاني بالفعل آثار الحرب والفقر المدقع.
وأوضح أنّ الناس في العراق يخشون حقًّا انتشار العنف إلى خارج غزة. وأضاف: «باسم الجميع، لا سيّما الأقليات، الأكثر عرضةً للمعاناة في حالات الصراع على وجه الخصوص، أتضرّع إلى الله ألا نشهد مزيدًا من الحروب».
وتابع وردة: «نطالب جميع القادة وأصحاب النفوذ بتبنّي خيار التهدئة». واستطرد: «لا سَمَح الله أن تذهب هذه الحرب أبعد ممّا شهدناه في الآونة الأخيرة، فتصفية الحسابات القديمة ستشكّل تهديدًا للتلاحم الاجتماعي في المنطقة برمّتها. والوضع في سوريا لم يستقرّ بعد وكذلك الأمر في العراق».
وبيّن وردة أنّ أبناء شعبه يعيشون حالة من القلق الشديد، وبعضهم ما زال متحيّرًا بشأن البقاء في البلاد، لا سيّما في أعقاب الاضطهادات وأعمال العنف التي ارتكبها أخيرًا تنظيما داعش والقاعدة والجماعات المسلحة المتطرفة الأخرى.
وأضاف: «إنّ جراح زمن داعش لم تندمل بعد»، مشيرًا إلى أنّ «أعمال العنف يمكن أن تؤدي إلى مزيد من الهجرة. فالخوف ما زال قائمًا، إذ لم نخض الحرب قبل 30 عامًا بل كانت قبل أقلّ من 10 سنوات».
بحسب وردة «كان العراق قبل العام 2003 وطنًا لأكثر من 1.2 مليون مسيحيّ، لكنّ الاضطهاد والعنف والفقر، دفعت المسيحيّين إلى الهجرة الجماعية». واستدرك: «عدد المسيحيين المتبقين الآن هو قرابة 150 ألفًا».
وأردف: «بالنسبة إلينا ككنيسة، ما الفائدة من صروح الكنائس الخالية من المؤمنين؟ فنحن لسنا على غرار منظمة غير حكومية. نحن نعتمد على وجود المؤمنين».
وشكر وردة مؤسّسة «عون الكنيسة المتألّمة» والمنظمات الأخرى، على توفيرها المساعدات الطارئة والراعوية، لا سيّما في خلال سنوات الأزمة التي بلغت ذروتها مع اجتياح تنظيم داعش للموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، وسهل نينوى المتاخم، الموطن التاريخي للمسيحيين.