تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الكاردينال بارولين: المسيحية يمكن أن تساهم في إيجاد حلول للنزاعات

مقابلة خاصة مع دائرة الاتصالات الفاتيكانية،

عمان - لـ "نبض الحياة" - في مقابلة خاصة مع دائرة الاتصالات الفاتيكانية، تحدث أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين عن عدد من القضايا البارزة، من بينها الحضور المسيحي في الشرق الأوسط، وأهمية التفاوض في حل النزاعات، بالإضافة إلى الأوضاع في سوريا ولبنان.
رسالة أمل من الأردن

بعد ترؤسه الاحتفال بتكريس كنيسة معمودية السيد المسيح في الأردن في 10 يناير، وصف الكاردينال بارولين هذا الحدث بـ "الجميل والمنظم بشكل جيد"، مؤكدًا أنه كان مفعمًا بالرجاء. وأوضح أن الاحتفال يمثل رسالة أمل في منطقة تعاني من النزاعات والتوترات، لافتًا إلى أن الأرض التي كانت ملغمة أصبحت اليوم حقولًا مزروعة، ما يمثل علامة على الأمل.
وأشار الكاردينال إلى أن المسيحية، بنعمة الله، يمكن أن تساهم في إيجاد حلول للنزاعات، مؤكداً أن الحضور المسيحي في الشرق الأوسط له دور أساسي في المجتمعات المحلية رغم التحديات. وأضاف أن هذا الحضور له بعد بناء في مختلف المجالات، ويستطيع أن يقدم إسهامات حقيقية للمنطقة.
الوضع في سوريا ولبنان
وفيما يخص الوضع في سوريا، عبّر الكاردينال بارولين عن تفاؤله بالتصريحات الإيجابية التي صدرت مؤخرًا، والتي تتماشى مع التوجهات التي عبر عنها البابا فرنسيس، مشيرًا إلى الأمل في أن تشهد سوريا مرحلة جديدة من المساواة في الحقوق، وخاصة فيما يتعلق بحماية حقوق الأقليات والمسيحيين.
أما فيما يتعلق بلبنان، فقد اعتبر انتخاب الرئيس اللبناني خطوة إيجابية، مشددًا على أهمية هذه الخطوة في الحفاظ على لبنان كدولة نموذج للتعايش بين مختلف الأطراف. وأعرب عن أمله في أن يفتح هذا الانتخاب الطريق لمرحلة جديدة من التعاون بين القوى السياسية لتحقيق الإصلاحات اللازمة، مع التركيز على تحقيق العدالة لضحايا انفجار مرفأ بيروت وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
التفاوض لحل النزاعات
أكد الكاردينال بارولين أن البابا فرنسيس يواصل التأكيد على ضرورة حل النزاعات عبر التفاوض، معبرًا عن أسفه لأن العالم أصبح يفضل "قانون القوة" على "قوة القانون". وأضاف أن غياب الثقة والخوف المتبادل بين الدول يعد من أبرز العوائق أمام التوصل إلى حلول مشتركة، مشددًا على أهمية بناء الثقة والاستعداد للاستماع إلى وجهات نظر الآخرين، حتى وإن كانوا خصومًا.
وأشار إلى أن "روح هلسنكي"، التي دعا البابا فرنسيس إلى العودة إليها، تعني تجاوز الذات واستعداد الأطراف للاعتراف بوجود وجهات نظر أخرى يمكن أن تتقاطع مع مواقفهم، مشيرًا إلى أن التفاوض في السابق كان أكثر فاعلية عندما كانت الأطراف السياسية أقل عددًا وأكثر تماسكًا.
السلام العادل في الفكر المسيحي
وفي حديثه عن السلام العادل، أوضح الكاردينال بارولين أن السلام يجب أن يعتمد على القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. وأضاف أن العدالة في الفكر المسيحي تتجاوز العدالة التوزيعية، بل هي عدالة تقوم على المحبة والمغفرة كما علمنا يسوع المسيح.
الاتفاق مع الصين حول تعيين الأساقفة
وفي ختام المقابلة، تناول الكاردينال بارولين مسألة الاتفاق مع الصين حول تعيين الأساقفة، وهو ما يراه البعض تنازلاً من الفاتيكان. وأوضح أن هذا الاتفاق هو نتيجة تاريخية معقدة ولكنه يعد الحل الأكثر فعالية في الوقت الحالي. وأضاف أن الاتفاق يعزز وحدة الكنيسة الكاثوليكية من خلال شراكة الأساقفة مع البابا، مع السعي لتجاوز الاختلافات وضمان حياة مستقرة للكنيسة. ورغم أن هذا الاتفاق ليس "سحريًا"، إلا أنه يشكل مسارًا بطيئًا ولكنه مثمر، مشيرًا إلى دبلوماسية الصبر التي يتبناها البابا فرنسيس.