الفاتيكان يحتضن أول معرض للأردن يعرض آثار المسيحية من العصور القديمة حتى العصر الحديث

المؤتمر الصحفي "الأردن فجر المسيحية"

عمّان – خاص لـ"نبض الحياة" - أعلنت وزارة السياحة الأردنية، بالتعاون مع سفارة الفاتيكان في عمان وهيئة تنشيط السياحة الأردنية، عن تنظيم أول معرض تاريخي من نوعه تحت عنوان "الأردن فجر المسيحية". وسيُقام المعرض في قلب مدينة الفاتيكان، ابتداء من 31 كانون الثاني وحتى 28 شباط المقبل، بحضور المونسنيور المعين حديثا إياد الطوال النائب البطريركي للاتين في الأردن.
يهدف المعرض إلى استعراض نشأة المسيحية في الأردن من خلال عرض أكثر من 90 قطعة أثرية نادرة، تتنوع بين الفسيفساء الرمزية والآثار القديمة، التي تسلط الضوء على أقدم مراحل المسيحية، بدءًا من معمودية السيد المسيح، مرورًا بالعصر البيزنطي، وصولًا إلى العهدين الإسلامي والهاشمي.
وقالت وزيرة السياحة والآثار، لينا عناب، إن المعرض يمثل أول تجربة تُعرض فيها العديد من القطع الأثرية التاريخية خارج الأردن، موجهة الدعوة للعالم لاكتشاف تاريخ الديانات العريقة في المملكة. وأضافت أن المعرض يحمل طابعًا خاصًا هذا العام، حيث يتزامن مع مرور 30 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين الأردن والفاتيكان، فضلاً عن الاحتفالات باليوبيل المقدس للفاتيكان تحت شعار "حج الأمل".
وتطرق المعرض إلى أبرز المواقع المسيحية المقدسة في الأردن التي يعتبرها الفاتيكان محطات رئيسية للحج، مثل تل مار الياس وكنيسة الجبل في عنجرة، التي تخليد ذكرى السيدة مريم العذراء، وموقع جبل نيبو حيث مقام النبي موسى، وقلعة مكاور، التي تخلد ذكرى استشهاد يوحنا المعمدان، بالإضافة إلى موقع معمودية السيد المسيح في منطقة المغطس.
وأوضحت الوزيرة عناب أن المعرض ليس فقط حدثًا ثقافيًا، بل هو أيضًا رسالة من الأردن للعالم حول قيم السلام والتعايش بين الأديان المختلفة. وأعربت عن أملها أن يعزز المعرض مكانة المملكة كوجهة سياحية رائدة في الحج المسيحي.

سفير الكرسي الرسولي في الأردن، المونسنيور جوفاني بييترو دال توزو
سفير الكرسي الرسولي في الأردن، المونسنيور جوفاني بييترو دال توزو. "نبض الحياة"


من جانبه، أكد سفير الكرسي الرسولي في الأردن، المونسنيور جوفاني بييترو دال توزو، خلال المؤتمر الصحفي، أن هذا الحدث يتزامن مع تدشين حفل تكريس كنيسة معمودية السيد المسيح في موقع المغطس، الذي سيترأسه الكاردينال بييترو بارولين، المبعوث الشخصي للبابا فرنسيس.
وأضاف دال توزو أن الأردن يمثل نموذجًا بارزًا للحوار بين الأديان والتآخي، مشيرًا إلى الأرض المقدسة التي شهدت معمودية السيد المسيح. كما نقل عن قداسة البابا فرنسيس وصفه الملك عبدالله الثاني بأنه "رجل سلام"، مؤكدًا دور الأردن في تعزيز قيم الوئام والتسامح والعيش المشترك بين مختلف الديانات.
وأشار رئيس هيئة تنشيط السياحة الأردنية، عبد الزراق عربيات، إلى أن المعرض يتضمن رحلة تفاعلية مميزة للزوار، وأن هناك خططًا لنقل المعرض إلى دول أخرى مثل فرنسا والبرتغال واليونان، في خطوة تهدف إلى تعزيز الروابط الثقافية والسياحية بين الأردن والعالم.