
الناصرة – نبض الحياة - قال غبطة البطريرك الفلسطيني للاتين المتقاعد الدكتور ميشيل صبّاح إن تبادل الأسرى هو الخطوة الأولى للعودة إلى الإنسانية، إنْ قَبِلَ بها الأقوياء والمصمِّمون على إبادة غزة، وقبْل ذلك، يجب أن تتوقف طبعًا إبادة غزة وترحيل أهلها، مشدداً على أن “كل الشعب الفلسطيني أسير”.
وتابع في بيان بالعربية والإنكليزية: "مضى على الحرب في غزة عشرة أيام. ولم تبقَ اليوم حربًا، بل صارت جريمة، صارت قراراً بقتل وترحيل كل أهل غزة، مليونين من البشر. الحرب يجب أن تتوقف. يقول المزمور: "أيُّهَا المـُلُوكُ الآنَ تَعَقَّلُوا، وَيَا قُضَاةَ الأَرضِ اتَّعِظُوا" (مزمور ٢: ١٠). هذا كلام يتوجه اليوم إلى إسرائيل، وإلى وأصدقاء إسرائيل، وإلى "حماس" وأصدقاء "حماس"، وإلى الشعب الفلسطيني كله". موضحاً أن الحرب في غزة قد تتوقف، ولن ينتهي الصراع، كما حدث في الحروب السابقة على غزة. ويقول إنه ليس هذا هو المطلوب، ويمكن التوصل إلى وقف إطلاق النار، وهذا أيضًا ليس الحل، مشدداً على أن الانتقام ليس الحل، وإبادة غزة ليس الحل، ليس في هذه الحلول سلام، لا لإسرائيل، ولا لفلسطين، ولا للمنطقة، ولا للعالم، لأن القضية صارت عالمية".
كما نوّهَ صبّاح بأن "تبادل الأسرى، هو الخطوة الأولى للعودة إلى الإنسانية، إنْ قبل بها الأقوياء والمصمِّمون على إبادة غزة، وقبل ذلك، يجب أن تتوقف طبعًا إبادة غزة وترحيل أهلها ثم يجب تحرير الرهائن والأسرى لدى "حماس"، وتحرير الرهائن والأسرى لدى إسرائيل. ولكن، لدى إسرائيل ألوف الأسرى الفلسطينيين، أسرى هذه الحرب، والأسرى منذ سنين طويلة، والشعب الفلسطيني كله أسير".
ويضيف متسائلاً: "تحرير الأسرى يعني أن يعود الجميع أحرارًا إلى بيوتهم وذويهم. وهل يعود فعلًا الشعب الفلسطيني كله حرًّا؟".
ويشدد البطريرك المقدسي على أن "الإنسانية تقتضي أن تتوقف المأساة اليوم في غزة، وأن يتعلّم جميع المسؤولين الدرس من هذه الحرب والحروب السابقة، فيُلقَى الأساس المتين لسلام عادل ونهائي لا نرى من بعده حرباً جديدة في غزة، أو في أي مكان في فلسطين"، داعياً "للحرية للجميع، والعدل للجميع، والمساواة للجميع، والسلام للجميع".
كما يعود ويتساءل صبّاح: "هل هذه الخطوة ممكنة؟ هل تحرير الشعب الفلسطيني من احتلال إسرائيل ممكن؟ فيُحرَّر كل باقي الأسرى في مختلف مراحل الصراع، لدى "حماس" ولدى إسرائيل؟ هل يمكن عقد مؤتمر دولي يقرِّر وينفِّذ في أشهر، ولا تبقى قراراته حبرًا على ورق، فيعطي لإسرائيل ما يحق لإسرائيل، ويعطي الشعب الفلسطيني ما يحق للشعب الفلسطيني؟ الحرية نفسها، الكرامة نفسها، والدولتين، والقدس عاصمة لكل من الدولتين، على الصيغة التي يتفقان عليها، القدس العربية عربية، والقدس الإسرائيلية إسرائيلية؟".
معتبراً أن هذه هي القضية الأساس التي تنفجر من فترة لأخرى في غزة أو جنين أو في أي مكان، هي قضية شعب أسير منذ أكثر من سبعين سنة. منبهّاً أن الأسرة الدولية تنظر وتعرف وكأنها راضية بالنظام القائم، وهيئة الأمم لديها قرارات للحل، ولا تجرؤ على تطبيقها، مؤكداً على أن القضية سياسية وإنسانية، أسرى ورهائن يجب أن يعودوا إلى أهلهم وأحبائهم في إسرائيل، وأسرى ورهائن أيضًا يجب أن يعودوا إلى أهلهم وأحبائهم في فلسطين. وسلام وأمان للجميع. ويتابع: "كلا الشعبين قادران على صنع السلام، وعلى أن يعيشا في أرض خلقها الله لتكون أرض سلام وخلاص للبشرية. الشعب الفلسطيني والإسرائيلي قادران على أن يعيشا بسلام جنبًا إلى جنب، كل واحد مستقل في دولته".
وفي تشخصيه للمشكلة وللحل يرى صبّاح أنه متى صنعت إسرائيل السلام مع الشعب الفلسطيني، إذاك، وإذاك فقط ستجد أمنها، ولن تتكرر الحروب، وسيكون سلام حقيقيّ ثابتٌ وشامل لكل شعوب المنطقة. ويمضي في ذلك: "تكررت الحرب على غزة أكثر من مرة. يا حكام الأرض لا تدعوها تتكرّر. تبادلوا الأسرى. تبادلوا القلوب وفي القلوب فقط يجد الإسرائيلي والفلسطيني أمنه".
وخلص البطريرك ميشيل صباح للقول: "أيُّهَا المـُلُوكُ الآنَ تَعَقَّلُوا، وَيَا قُضَاةَ الأَرضِ اتَّعِظُوا" (مزمور ٢: ١٠). الآن أوقفوا الحرب. عودوا إلى الإنسانية. واصنعوا السلام العادل والنهائي للشعب الفلسطيني وللشعب الإسرائيلي. "أيُّهَا الَّذِينَ يَحكُمُونَ الأرضَ أحِبُّوا البِرَّ".