Aller au contenu principal

زيّاح عيد الجسد بين الكنائس المشرقيّة واللاتينيّة

القربان

العالم - دخَلَ الاحتفال بعيد القربان المقدس، المعروف بعيد الجسد الإلهيّ، طقس الكنائس المشرقيّة منذ انتمائها إلى الكنيسة الكاثوليكيّة، ليتشارك الجميع في هذه «التظاهرة الإيمانيّة»، كما وصفها الأب بيوس عفّاص، الكاهن السريانيّ الكاثوليكيّ المتقاعد، في مواجهة مَن أنكروا حقيقة حضور المسيح في القربان. 

شرح عفّاص التطوافَ المُرافق لقدّاس الاحتفال بعيد الجسد الذي يتقدّمه الصليب المقدَّس، تتبعه صفوف الشمامسة وناثرات الورود، ثمّ الشمّاس المبخِّر أمام المحتفِل وهو يحمل شعاع القربان، ومِن ورائه شمّاسان يحملان مروحتَين تشيران إلى الكاروبيم اللذين كانا فوق تابوت العهد.

زيّاح القربان 

وبيَّنَ أنّ رتبة زيّاح القربان تتضمّن صلوات وتراتيل وتلاوة طلبة القربان في أثناء التطواف داخل الكنيسة وفنائها بقصد تبريك المؤمنين، إذ «كان أشبه بالمستحيل أن نزيّح القربان في شوارع المدن العراقيّة، لكنّه كان شائعًا في القرى المسيحيّة، على غرار ما تشهده شوارع المدن الأوروبّية الكبرى من تطوافات عظيمة، اندثرت اليوم في بعضها وتستمرّ في آخَر».

إكرام القربان 

تُواصِل الكنيستان السريانية الكاثوليكية والكلدانيّة الاحتفاء بالقربان وتكريمه بدءًا من عيده حتّى عيد قلب يسوع الأقدس. وتتمايز الكلدانيّة بأنّها أنشأت في طقسها تساعيّة صلواتٍ مخصّصة لإكرام القربان المقدَّس في خلال هذه الأيّام التسعة، وفق ما بيَّنَ الأب أنطوان زيتونة، راعي كنيسة مار نرساي الكلدانيّة ببغديدا.

ولفتَ إلى اقتصار الاحتفال، بحسب الطقس اللاتينيّ، على يوم العيد، الواقع في الخميس الثاني من العنصرة «وكان البابا فرنسيس أحاله إلى الأحد التالي، ليكون الاحتفال في روما في يوم عطلة يخصَّص بكامله للاحتفال».

تسعة أيّامٍ لإكرام جسد الربّ

وأوضح أنّه بحسب طقس الكنيسة الكلدانية المشرقيّة، «تتضمّن التساعيّة صلوات استغفار "حسّايّات"، بنصوصٍ مختلفة لكلّ يوم، يتلوها المحتفل أمام القربان المنصوب على المذبح، طالبًا الرحمة والغفران من الله، بشفاعة جسد ابنه المحيي، الخبز الحيّ النازل من السماء، ويردّد المؤمنون بعد كلّ فقرةٍ منها "آمين"». 

وتابع: «يقع عيد الجسد عادةً في شهر تكريم القلب الأقدس، لكنّنا في خلال هذه الأيّام التسعة نتلو طِلبة القربان عوض طلبة قلب يسوع. ونختم بصلاة وضع البخور ثم تبخير القربان والسجود له».

ترتيل ونثر ورود

فيما ينطلق موكب زيّاح القربان في روما من بازيليك القدّيس بطرس عقب القدّاس، صوب بازيليك القدّيسة مريم الكبرى، تحتفل الأبرشيّات الكاثوليكيّة حول العالم بزيّاحات مشابهة تجوب الشوارع. وهو أمر قد لا ينطبق على مثيلاتها في الشرق الأوسط، فالتطواف بالقربان خارج الكنيسة يختلف حسب البلد وظروفه السياسيّة والأمنيّة والصحّيّة أيضًا، كما حصل إبّان جائحة كورونا. 

في كلّ الطقوس، يحاط القربان في خلال زيّاحه بالاحتفاء والإكرام اللائقَين، «فإلى جانب نثر الورود والترتيل، ترافِقه في مسيرته مظلّةٌ، على غرار تلك التي نشاهدها تعلو المذابح في الكنائس، ترمز إلى خيمة العهد التي أمر الله موسى بأن يُقيمها في البرّيّة ليسكن الله فيها بين شعبه (خر 25: 8-9)، في إشارةٍ إلى حضور الله، عبر جسده المقدَّس، وتنبيهًا للمؤمنين لتقديم ما يليق من السجود والتوقير» بحسب زيتونة.

جديرٌ بالذكر أنّ إكرام القربان المقدّس لا يقتصر على عيده، إذ اعتادت الكنائس الكاثوليكيّة تنظيم ساعة سجودٍ للقربان تختار لها عادةً الخميس الأوّل أو الأخير من الشهر.

المصدر: جورجينا حبابة، آسي مينا.