Aller au contenu principal

الاحتفال بخميس الجسد في كنيسة القيامة

القربان

القدس - في أجواء مفعمة بالإيمان والرهبة، ترأس غبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، صلاة السحر والقداس الإلهي في كنيسة القيامة المجيدة، بمشاركة عدد من الأساقفة والكهنة، وحضور مجموعة محدودة من المؤمنين في ظل الظروف التي تمرّ بها المدينة والمنطقة.  

في عظته شدد غبطته على أن القربان الأقدس هو قلب الحياة المسيحية وروح الكنيسة. وقال: "يخبرنا أن الإفخارستيا ليست فقط مركز الجماعة، بل هي التي تشكّل الجماعة أيضًا. فبدون الإفخارستيا لا تتحقق الجماعة الحقيقية. إذ تخلق الإفخارستيا جماعات مترابطة ومتضامنة، يتبادل فيها الأعضاء الدعم والمساندة". وأشار غبطته إلى أن سر الإفخارستيا ليس فقط تذكّراً لعشاء الرب، بل هو شركة حيّة مع المسيح، الذي يهب ذاته كل يوم من أجل خلاص العالم. 

 

ولم تغب عن غبطته مأساة غزة وآلام أهلها، فخصّ الجماعة المسيحية هناك بكلمات دعم روحي مؤثّرة، قائلاً:"لم يخطر لنا يومًا أن نُضطر، حتى في زماننا الحاضر، وهنا في وسطنا، إلى مواجهة الجوع كواقع ملموس يطال حياة شعبنا. أفكّر طبعًا في غزة، لكن الأمر لا يقتصر عليها، بل يشمل حالاتٍ عديدة من الفقر خلّفها الصراع، وجعلت حياة كثير من العائلات بالغة القسوة".  

 

بعد المناولة، انطلقت الدورة الاحتفالية بالقربان الأقدس، حول القبر المقدس، حيث حمل غبطته القربان تحت مظلة مزيّنة، محاطاً بالكهنة وخدام الهيكل والمشاركين. وارتفعت التراتيل باللغة اللاتينية، تمجيداً للمسيح الحاضر في سر القربان.  

وعند انتهاء الدورة، رفع غبطته القربان الأقدس، ومنح الحاضرين البركة الرسولية، ليختتم هذا الاحتفال الليتورجي العميق بخشوع وصلاة من أجل سلام القدس وكل الأرض المقدسة.  

 

في زمن تعصف فيه الحروب والاضطرابات، يبقى عيد خميس الجسد تذكاراً حيّاً لحضور الرب وسط شعبه، وللدعوة المستمرة لأن يكون المؤمنون خميرة سلام في عالم ممزق. ومن كنيسة القيامة، ينبعث من جديد صوت الرجاء: "تعال أيها رب يسوع، خبز الحياة، وامكث معنا".  

المصدر: البطريركية اللاتينية.