Aller au contenu principal

الشمعات السبع تضيء صيف الأطفال في المراكز السالزيانيّة

دمشق

دمشق - تتميّز الرهبنة السالزيانية بقربها الإنساني خصوصًا من الأجيال الناشئة، إذ تسعى إلى نقل البُشرى وروحانية القديس يوحنا بوسكو بلغة عصرية وأسلوب مبتكر. وفي خطوة لافتة هذا العام، يخوض أبناء المراكز السالزيانية في دول بلاد الشام ومصر تجربة صيفية فريدة، انطلقت أمس بعنوان: «المهمّة-ذا ميشن».

أوضح الأب إدوار جبران، رئيس دير السالزيان في دمشق  أنّ «العالم، ولا سيّما الشرق، يمرّ بتحديات كبيرة لا يمكن تجاهلها، بل ينبغي مواجهتها من خلال ترسيخ القيم المسيحية في قلوب الأطفال والشبيبة. من هنا وُلدت فكرة "ذا ميشن"، وهي قصة مشوّقة، تتجاوز السرد لتصبح أداة تربوية روحية».

وأضاف: «تدور القصة حول أربعة أطفال يكتشفون سرّ الشمعات السبع في كنيسة قديمة، حيث يلتقون الراوية العجوز "بيلا" التي تكشف لهم حرّاس الشمعات وخطر "ساعي الظلام" الساعي إلى إطفاء نورها. هذه الشمعات ترمز إلى سبع قيم سالزيانية أساسية تعكس جوهر روحانية دون بوسكو».

وشرح جبران القيم السبع: «الشمعة الأولى هي شمعة الفرح، تعكس دعوة الإنجيل "افرحوا بالربّ في كلّ حين"، وتُظهر أنّ الفرح الحقيقي ينبع من العلاقة بالله لا من الظروف الخارجية؛ والثانية شمعة الصداقة، تحمل تجسيدًا لوصية المسيح بأن يحبّ بعضنا بعضًا كما هو أحبّنا؛ والثالثة هي شمعة التواضع، وتُظهر أهمية هذه القيمة في العلاقات الإنسانية؛ أما الرحمة فهي الشمعة الرابعة، ويعبِّر عنها مثل السامري الصالح وتدعو إلى الرحمة العملية تجاه المحتاجين والمتألمين».

وتابع: «الشمعة الخامسة هي العطاء، في دعوة إلى العطاء السخي والتضحية لأجل الآخرين؛ ثم شمعة الحكمة التي تمثِّل الحكمة الإلهية النازلة من فوق (يعقوب 3:17) وتدعو إلى التمييز وإدراك مشيئة الله؛ أما الشمعة الأخيرة فهي الخدمة ونلمس صداها بشكل خاصّ في غسل المسيح أرجل تلاميذه، أي الخدمة بتواضع ومحبة.

وأشار جبران إلى أنّ المشاركين سيتعلّمون كيفية تجسيد هذه القيم في حياتهم اليومية، وسيفهمون عمق رسالة بوسكو في تربية «مواطنين صالحين ومسيحيين ملتزمين». وأوضح أنّ القصة مؤلفة من ستّ حلقات، تُقدَّم وفق خصوصية كلّ مركز، سواء من خلال فيلم كرتوني، أم عرض مسرحي، أم تمثيل مُصوّر مسبقًا. وتشمل كلّ حلقة لقاءً خاصًّا يتضمن نشاطات تفاعلية، وحلقات حوار، وألعابًا مبتكرة، إضافة إلى صلوات تتكامل مع هدف الحلقة ومحورها التربوي.

يُذكر أنّ حلقات القصة تسلّط الضوء على شخصيات بارزة في تاريخ الرهبنة السالزيانية، من بينها شخصيتان مشرقيتان هما سمعان السروجي من الناصرة (مدينة يسوع)، وماتيلد شلحت سالم من حلب، إلى جانب أرتيميد زاتي الذي أعلنه البابا الراحل فرنسيس قديساً قبل نحو ثلاثة أعوام.

المصدر: سهيل لاوند، آسي مينا.