
"نبض الحياة" - في رسالته الأخيرة بمناسبة عيد الفصح، التي ألقاها يوم 20 نيسان/أبريل من على شرفة البازيليك الفاتيكانية، وقبل يوم واحد من وفاته، وجه البابا فرنسيس رسالة قوية إلى العالم. حملت هذه الرسالة معاني الأمل والسلام، ودعوة ملحة لوقف العنف والتدمير الذي تعيشه العديد من الدول، وخاصة في فلسطين، وغزة. جاءت هذه الكلمات خلال البركة التقليدية التي يقدّمها البابا بمناسبة عيد الفصح، حيث سلط الضوء على الأزمات الإنسانية المتفاقمة، داعيًا إلى حلول قائمة على العدالة والتضامن الإنساني.
نداء البابا لوقف الحرب في غزة
وسط النزاعات المستمرة في الشرق الأوسط، خصّ البابا غزة بنداء مباشر، معبرًا عن "قلقه العميق" إزاء "الوضع الإنساني المشين" هناك. وأكد على ضرورة "وقف إطلاق النار فورًا"، داعيًا إلى الإفراج عن الأسرى وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان القطاع الذين يعانون من الجوع والحصار المستمر.
لم يكتفِ البابا بدعوة عامة للسلام، بل أبدى "تضامنًا خاصًا" مع المسيحيين في فلسطين. وفي سياق أوسع، توجه بنداء لدعم "الجماعات المسيحية في لبنان وسوريا واليمن"، داعيًا الكنيسة إلى الالتفات إلى معاناتهم في ظل التحديات السياسية والأمنية التي تعصف بهذه الدول.
انتقاد الحرب ودعوة إلى وقف سباق التسلح
الرسالة حملت أيضًا إدانة واضحة للحروب والنزاعات المسلحة، حيث شدد البابا على أن "أهداف القصف ليست مجرد أهداف عسكرية، بل هي "أشخاص يملكون روحًا وكرامة". وندد بـسباق التسلح العالمي، داعيًا القادة إلى استخدام الموارد المتاحة لمساعدة المحتاجين، ومكافحة الفقر والجوع بدلًا من الاستثمار في الأسلحة والدمار.
انعكاسات خطاب البابا على القضية الفلسطينية
تعد هذه الرسالة واحدة من أقوى مواقف الفاتيكان تجاه القضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة. فدعوة البابا إلى "إيجاد حلول عبر الحوار" بدلاً من الحرب قد تشكل ضغطًا على القوى السياسية العالمية لإعادة النظر في نهجها تجاه الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. كما أن تركيزه على الوضع الإنساني في غزة يسلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني، مما قد يدفع نحو تدخلات دولية أكثر فاعلية لإنهاء الأزمة.
ختامًا: رسالة البابا كصرخة أخيرة من أجل السلام
كلماته كانت رسالة وداعية ذات تأثير عميق، دعا فيها العالم إلى تجاوز الانقسامات، والعمل نحو مستقبل قائم على المحبة والتضامن الإنساني. كانت هذه الرسالة الأخيرة للبابا فرنسيس، لكنها بالتأكيد ستظل صدى يرنّ في أروقة السياسة والدبلوماسية العالمية، حيث أعادت التأكيد على أن الإنسانية لا يمكن أن تزدهر في ظل الحروب، بل فقط عبر الحوار والسلام.