Aller au contenu principal

قصّة حبٍّ ولِدت بين الحطام... وجع وليام وماريا يُزهِر

قصة حب

نبض الحياة: من ركام الوجع تولد قصصٌ تُبلسِم القلوب، هي قصّة وليام نون وماريا فارس، فقبل ثلاثة أعوام التقت دمعتان فوق أنقاض مرفأ بيروت، في زحمة الدموع تعانقت هاتان الدمعتان بالذات على شقيقٍ وشقيقة خطفهما الموت في انفجار مشؤوم.

قبل ثلاثة أعوام دخل وليام الكنيسة ليودّع شقيقه جو، ودخلت ماريا كنيسةً أخرى لتودّع شقيقتها سحر. قبل أيّام، دخلا معًا كنيسةً واحدة ليُعلنا التحام وجعهما في قلبٍ واحد وتحت سقفٍ واحد، وليكلّلا دموعهما بفرحةٍ ممزوجةٍ بالألم، عزاؤهما الوحيد أنّ الشاهدَين في السماء، يباركان تلك الـ«نعم» الأبديّة.

بدأت حكايةُ وليام وماريا في الرابع من أغسطس/آب عام 2020. حكايةٌ تضجّ بكثيرٍ من القواسم المشتركة الموجعة.. في تمام الساعة السادسة والدقيقة السابعة مساءً، وقع انفجار مرفأ بيروت مدمّرًا البشر والحجر والأحلام. من بين الضحايا عنصران في فوج إطفاء بيروت توجّها إلى المرفأ لإخماد الحريق، ولكنّ الموت كان أسرع منهما.

رحل جو نون عنصر فوج الإطفاء وسحر فارس المسعفة في الفوج نفسه. هنا ولد مسارٌ جديدٌ من عمق الألم. بدأت قصّة وليام شقيق جو وماريا شقيقة سحر بدمعةٍ، وتكلّلت قبل ساعاتٍ بفرح أبديّ. لم يكن الوجع وحده جامع قلبَيهما، بل أيضًا شوارع النضال من أجل العدالة لملاكَيهما ولأكثر من 220 ضحيّة. قضى هؤلاء جميعهم ذات مساءٍ وما تبقّى منهم سوى ذكرى قاسية وصور وشموع تضيءُ وجوه القديسين في بيوت حزينة، النضال في الشارع عبر المسيرات التي تطالب بالقصاص جمعهما صدفة لهدف واحد، وسرعان ما دق القلب بعد لقاء وآخر. 

أزهر وجعُهما بفعل الإيمان... بفعل حبٍّ ينتهل قوّته من الحبّ الإلهي الفادي لجراح البشر. حبٍّ تسلّح برجاء القيامة، اتّقد بصلوات عائلتَين فقدتا فلذتَين غاليَتين، نما بعينَي شقيق وشقيقة تنظران وتُلهمان من فوق. رحل جو وسحر معًا، وبقي وليام وماريا معًا، يتقاسمان عتمة الذكرى وسكينة الصّلاة. 

يذكر أنّ الشابة سحر فارس كانت تحضّر لزفافها قبل أن تسقط ضحيّةً في الرابع من أغسطس/آب 2020 في انفجار هزّ مرفأ بيروت، بسبب تخزين كمّيات ضخمة من نيترات الأمونيوم من دون أيّ تدابير وقائيّة.

 

المصدر: آسي مينا