Skip to main content

تصريح عاجل من رئيس أساقفة الولايات المتحدة بشأن غزة

كاهن

أصدر رئيس الأساقفة جون سي. ويستر، رئيس أساقفة سانتا فيه، البيان التالي بشأن الأزمة الإنسانية المستمرة والأحداث الأخيرة في غزة، تحت عنوان: "كلفة الحرب البشرية: نداء أخلاقي للتحرك"

منذ الهجوم الأول الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وصلت الأوضاع إلى مستويات مأساوية تفوق أسوأ المخاوف. فقد أسفرت المجزرة المروعة التي طالت مدنيين إسرائيليين أبرياء، والرد الإسرائيلي اللاحق، عن خسائر بشرية هائلة ومعاناة إنسانية لا توصف.
في غزة، أسفر النزاع عن مقتل أكثر من 52,000 شخص، وإصابة 118,000 آخرين، ولا يزال هناك رهائن لم يُفرج عنهم بعد. ومنذ مارس الماضي فقط، وبعد أن أنهت إسرائيل وقف إطلاق النار، أفادت وزارة الصحة في غزة بمقتل 3,785 شخصاً، من بينهم تسعة من أبناء طبيب فلسطيني من أصل عشرة.
وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فإن 470,000 شخص يواجهون خطر المجاعة. ولم تتمكن المساعدات الإنسانية من دخول غزة منذ أحد عشر أسبوعاً.


هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات على ورق؛ بل هي تمثل عائلات تمزقت، وأطفالاً تُركوا بلا آباء، وآباءً يشيّعون أبناءهم. وفي مواجهة هذا الكم الهائل من الألم الإنساني، يُدعى المجتمع الكاثوليكي، وجميع أصحاب الإرادة الطيبة، إلى الرد بالتعاطف والتحرك الفعّال.


إنطلاقاً من إيماننا وتقاليدنا الكاثوليكية، فإن يسوع المسيح يوصينا بالدعوة إلى السلام والعدل. ويبرز العنف المتواصل في غزة الحاجة الملحة للحوار والمصالحة. فالأرواح البريئة تُزهق، والأطفال يعانون وسط الفوضى، وعدد لا يُحصى من العائلات شُرّد ويعيش في ظل الخوف واللايقين.
علينا أن نتذكر أن السلام لا يمكن تحقيقه بالعنف؛ بل لا يزدهر إلا من خلال الفهم والاحترام المتبادل لكرامة الإنسان وقيمته.


في 8 أيار/مايو 2009، زار البابا بندكتوس السادس عشر المدينة المقدسة. وخلال مقابلة أجراها معه الأب فيديريكو لومباردي اليسوعي على متن الطائرة، قال: "نحن كمؤمنين، نؤمن بأن الصلاة قوة حقيقية: إنها تفتح العالم أمام الله. ونحن مقتنعون بأن الله قادر على أن يعمل في التاريخ."
ندعو جميع المؤمنين إلى الانضمام في الصلاة من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج عن الرهائن، والتوصيل الفوري والشامل للمساعدات الإنسانية. إن استهداف المدنيين، بمن فيهم الأطفال الأبرياء، وقصف المستشفيات والمدارس، ومنع الغذاء والماء والدواء عن الفلسطينيين، هو أمر لا أخلاقي ولا يمكن تبريره.


وبينما نتهيأ للاحتفال بعيد العنصرة العظيم، أصلّي كي يلمس الروح القدس قلوب قادة العالم ويجلب سلاماً سريعاً ودائماً إلى الأرض المقدسة.
وأُذَكِّر بكلمات الدكتور مارتن لوثر كينغ الابن:
"الظلام لا يمكنه طرد الظلام، وحده النور يفعل ذلك. الكراهية لا يمكنها طرد الكراهية، وحدها المحبة تفعل ذلك."


لقد كان يوم 7 أكتوبر 2023 يوماً حالك السواد ملطخاً بالكراهية. وما جرى في غزة خلال الأشهر العشرين الماضية ما هو إلا استمرار لهذا الظلام.
فكم من الأبرياء يجب أن يُقتلوا؟ وكم من الأطفال يجب أن يُيتموا؟ وكم من الدموع يجب أن تُذرف قبل أن يدرك قادة حماس وإسرائيل أن النور والمحبة هما السلاحان الوحيدان اللذان يمكن أن يحققا سلاماً دائماً في هذه الأرض التي ندعوها "المقدسة"؟
إلى متى، يا رب؟ إلى متى؟

المصدر: أبرشية سانتا فيه / الولايات المتحدة الأمريكية