
الطيبة - نبض الحياة: بعد الاعتداءات المتكررة في الأيام الأخيرة على دير مريم العذراء سيدة الكرمل، في حيفا، دعت لجنة العدل والسلام، التابعة لمجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة، إلى وضع حد لمسلسل الاعتداءات على الأماكن الدينيّة والمقدّسة.
وقالت اللجنة الأسقفيّة في بيان صحفي: "كثرت الاعتداءات، في الأشهر الأخيرة، على رجال الدين المسيحيين وعلى المقدّسات المسيحية، وأثارت قلق المسيحيين وغضبهم، ولا سيما في حيفا وفي القدس. البصاق على رجال الدين، والاعتداء بالكلام أو بالأيدي على الأشخاص، وتخريب المقدسات، والكتابات المسيئة، كل ذلك يقوم به يهود متدينون متطرفون".
وأضافت: "مع الأسف، اليوم كما في الماضي، قلما يهتم المسؤولون لذلك أو يلقون القبض على الفاعلين، ويظل المعتدون بلا محاسبة ولا عقاب. المسيحيون غاضبون ومنذهلون كيف أن السلطات الإسرائيلية المسؤولة عن تطبيق القانون، والقادرة على جلب المجرم عندما يكون المعتدَى عليه يهوديًا، ولو كان الاعتداء عليه طفيفًا، يقفون دون تحرك جدي لإيقاف هذه الاعتداءات على المسيحيين والمقدسات المسيحيّة".
ولفت البيان إلى أنه "من الاعتداءات المتكررة في الأيام الأخيرة، الاعتداءات على دير سيدتنا مريم العذراء، سيدة الكرمل، في حيفا والمعروف باسم دير ستيلا ماريس، أو "نجمة البحر"، على قمة جبل الكرمل. حيث يزور المكان مئات الزوار المسيحيين ومن سائر الأديان، المحليين والأجانب. يأتون زوارا، يحترمون المكان وتقاليده. أما في هذه الأيام، فالمعتدون هم من أتباع الرابي اليعازر بيرلاند، وهم لا يبالون بأصحاب المكان، بل قد يدعون المطالبة باستملاكه. ويتساءل المسيحيون هل يجوز لهذه الأقلية المتطرفة أن تستمر في هذه الاعتداءات، على هذا المكان المقدس المسيحي، وقد تأخذ اعتداءاتهم بالازدياد وتنضم إليهم جماعات متطرفة أخرى، وتؤدي إلى الاستيلاء على هذا المكان المقدس، كما حدث في الماضي في نابلس والخليل؟".
تابع: "أين القانون والنظام، من هذه الاعتداءات؟ إننا ندعو المسؤولين إلى النهوض من سباتهم. ومن المؤسف أن المعتدين هم من الشباب وحتى الصغار. فمن الذي يحرضهم؟ من الذي يربيهم على هذا التطرف، وعلى التفرقة العرقية، وعدم احترام حقوق الآخرين؟ إننا نوجه هذا النداء أيضًا إلى المرّبين، وإلى القادة الدينيين، وإلى كل الأهالي: كيف تقفون جانبا متفرجين، أو حتى تؤيدون مثل هذه الظاهرة؟".
وختم البيان بالقول: "إن الصمت على هذه الاعتداءات يزيد من انتشارها وحدتها وتطرفها في المستقبل".