Aller au contenu principal

البابا: الرحمة والحقيقة هما السبيلان اللذان يجب اتباعهما للقاء الرب

الفاتيكان

روما - في تحيّته إلى الراهبات الأوغسطينيات (Agostiniane Recollette)، أعاد البابا قراءة كتابات القديس تومازو دي فيلانويفا بأسلوب معاصر، مُشدّدًا على أن المحبة لا تُكتسب "بالجهد"، بل نتلقاها "كعطيّة". ويُلاحظ أنه بدون لهيب المحبة، يفقد التعب "معناه" ويتحول إلى "عبء على النفس".

استقبل قداسة البابا لاوُن الرابع عشر صباح يوم الأربعاء 15/10/2025 في القاعة الصغيرة لقاعة بولس السادس بالفاتيكان الراهبات الأوغسطينيات (Agostiniane Recollette)، وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيفاته وقال لقد جئتنَّ إلى روما في هذا العام المقدس لتعشنَ لحظة لقاء مع الرب، وأرى أنه قد ملأ قلوبكنّ بالفرح. يوضّح القديس تومازو دي فيلانويفا، في شرحه لمناجاة القديس أوغسطينوس، مصدر هذا الفرح قائلاً: "أأنتَ، يا رب، شيءٌ وجزاؤك شيءٌ آخر؟ لا، بل أنتَ نفسك الجزاء الذي لا يُقاس".

تابع الأب الأقدس يقول ولكي نلتقي بالرب في الحياة التي اعتنقناها بفرح، يجب علينا، كحجاج، أن نسلك طريقًا. صحيح أن هناك طرقًا كثيرة، لكنها جميعًا تختصر في اثنتين: "الرحمة والحق". فعبر هذين الطريقين نسير نحو الرب، ونخدم مثل مرتا في أعمال الرحمة، أو نرتاح مثل مريم عند قدمي يسوع لكي نتأمل الحق.

أضاف الحبر الأعظم يقول ويقول لنا أسقف فالنسيا القديس إن هذه هي المسيرة التي يقدّمها لنا الإنجيل والرسول بولس، مسيرة المحبة: "يا درب المحبة اللذيذ! – يقول القديس – هل هناك ما هو أسهل وأجمل من أن نحب؟ […] إن درب المحبة، سواء تجاه الله أو تجاه القريب، هو الأسهل على الإطلاق. فما أسهل هذا الدرب! وما أجمله وأطيبه!". ولهذا فإن جميع الذين بلغوا الغاية "قد وصلوا إليها عبر هذه المسيرة".

تابع الأب الأقدس يقول وهذه المحبة ليست شيئًا يُكتسب بالجهد، بل تُمنح كعطيّة. ويقول لنا القديس تومازو: "ومهما أعطاك الله من خيرات، إن لم يمنحك محبته، فقد حجب عنك ذاته". وهكذا يصبح سفرنا ملموساً انطلاقًا من القلب، لأن "الله لا ينظر إلى ما تفعل أو مقدار ما تعمل، وإنما إلى مقدار ما تنمو في الرغبة وفي محبته، لأنه وإن كان كل واحد سيُدان بحسب أعماله، إلا أن وزن العمل هو محبة القلب". بل أكثر من ذلك، إن غاب لهيب المحبة فقدت الأعمال معناها وأصبحت "عبئًا على النفس"، أما "حيث تكون المحبة فلا يوجد ألم".

وختم البابا لاوُن الرابع عشر كلمته بالقول أيتها الأخوات العزيزات، لنستدعِ الحماية الوالديّة لأمّنا سيدة المشورة الصالحة، ولنطلب شفاعة القديس تومازو دي فيلانويفا، الذي أحب كثيرًا الرسالة في أمريكا، لكي نسير على درب الكمال هذا بصبرٍ وعزيمةٍ قوية لكي نبلغ غايتنا.

المصدر: الفاتيكان نيوز