
بيت لحم - ترجمة "نبض الحياة" - في إطار الشراكة المستمرة بين كاريتاس القدس، وكاريتاس إسبانيا، والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمي (AICED) استقبلت كاريتاس القدس وفدًا حكوميًا إسبانيًا في مكتبها في بيت جالا، بهدف متابعة تنفيذ المشروع المشترك: "تعزيز مشاركة المجتمع من خلال تنمية اجتماعية واقتصادية شاملة ومستدامة في محافظة بيت لحم."
يأتي هذا المشروع الاستراتيجي انسجامًا مع إطار الشراكة بين فلسطين وإسبانيا ومع الأجندة الوطنية للسياسات الفلسطينية، حيث يركز على بناء نمو اقتصادي مستدام، وتمكين المجتمعات المهمشة، وتعزيز الصمود البيئي.تمكين المجتمعات من خلال التعاون
شارك الوفد الزائر في حوار مثمر مع فريق كاريتاس القدس وممثلين محليين لتقييم تقدم المشروع المشترك، واستكشاف الفرص الجديدة لتعزيز تأثيره المستقبلي. وبعد اللقاء، قام الوفد بجولات ميدانية إلى عدة مواقع ضمن المشروع في محافظة بيت لحم.
وأتاحت هذه الجولات للوفد فرصة الاطلاع عن كثب على التأثير الإيجابي للمشروع على سبل عيش المجتمعات المحلية. حيث بدأ الوفد بزيارة سوق الخضر في بلدة الخضر، الذي يقع بالقرب من ملعب الخضر وتديره بلدية الخضر. ويعد السوق مركزًا رئيسيًا لبيع المنتجات الزراعية الطازجة وعالية الجودة من قبل المزارعين المحليين، مما يسهم في تعزيز الصمود الاقتصادي في المنطقة.
كما شملت الجولات زيارة لمبادرات تأهيل الأراضي الزراعية في مناطق مختلفة. في الشواورة، تم تأهيل دونمين من الأراضي لزراعة الأعشاب الطبية مثل الزعتر، وفي حوسان تم تجهيز دونم واحد لزراعة الكيوي باستخدام تقنية التعريش، بينما في الخضر تم تأهيل 2.5 دونم وزراعتها بالعنب المعروش. وتضمنت هذه المبادرات أيضًا تحسينات في البنية التحتية، بما في ذلك تركيب سياج، بوابات، أنظمة ري، خزانات مياه، بالإضافة إلى توفير الأدوات والمستلزمات الزراعية الأساسية.
تهدف هذه الجهود إلى تعزيز صمود المزارعين، وتحسين استقرار دخلهم، وتطوير ممارسات زراعية تراعي الأبعاد البيئية، مما يعزز الاستدامة ويشجع على الإنتاجية الزراعية المحلية.تأثير واسع ورؤية طموحة
يهدف المشروع إلى تحقيق أهداف تنموية حيوية تتمثل في تعزيز القدرة التنافسية لـ 242 أسرة منتجة و 15 مشروعًا زراعيًا من خلال تحسين الوصول إلى الأسواق والخدمات المالية. كما يسعى لدعم 15 مبادرة اقتصادية قائمة وإطلاق 15 فكرة عمل جديدة في قطاعات واعدة. بالإضافة إلى ذلك، يهدف المشروع إلى رفع قابلية تشغيل 300 فرد من الفئات الضعيفة، لا سيما الشباب والنساء، من خلال تقديم تدريب مهني وتقني يتماشى مع احتياجات السوق. كما يسعى إلى تعزيز التماسك الاجتماعي والتعاون المحلي من خلال إشراك البلديات والتعاونيات والمنظمات القاعدية في مسيرة التنمية المستدامة.التزام مشترك بالكرامة والتنمية
في منطقة تعاني من تحديات سياسية واقتصادية، يمثل هذا المشروع نموذجًا للتعاون الدولي والتنمية المجتمعية القائمة على المشاركة. وتسعى كاريتاس القدس، بالتعاون مع كاريتاس إسبانيا وAICED، إلى تحقيق نمو اقتصادي يعزز الكرامة الإنسانية، والحقوق، والدمج الاجتماعي، خاصة للفئات الأكثر هشاشة.![]()