Aller au contenu principal

الأب رفعت بدر يقدّم مداخلة حول المنظور المسيحي لفيروس نقص المناعة البشريّة

ابونا

ابونا - نطلقت اليوم الثلاثاء، أعمال "المؤتمر الوطني الثاني للاستجابة لفيروس نقص المناعة البشري والصحة الإنجابيّة والجنسيّة"، والذي افتتحه رئيس لجنة الصحة والبيئة والسكان في مجلس الأعيان، الدكتور ياسين الحسبان، مندوبًا عن رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز.

وتقام خلال المؤتمر جلسات علمية مُتخصصة على مدار يومين، يُشارك فيها خبراء دوليين ومحليين يناقشون عدد من القضايا المُتعلقة بالصحة الإنجابية، وفيروس نقص المناعة، والمنهجيات الحديثة في الوقاية والعلاج، بهدف تعزيز التعاون بين الشركاء لتحقيق تقدم في الوقاية والعلاج، وزيادة الوعي والتثقيف حول الصحة الإنجابيّة والجنسيّة، وتحسين الخدمات وتقليل التمييز والوصمة.

توعية بالمرض.. ودعم للمصابين

وخلال الجلسة الأولى التي حملت عنوان: "التماشي مع الأديان والحقوق"، قدّم الأب د. رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، مداخلة تمحورت حول "المنظور المسيحي لفيروس نقص المناعة البشريّة: توعيّة بالمرض ودعم المصابين".

وأوضح الأب بدر أنّ الكنيسة تتخذ من الكتاب المقدّس وتعاليمها الأخلاقيّة، كنقطة انطلاق في تعاملها مع فيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز. إلا أن هذا لا يعني أن الأشخاص المصابين به يمكن "إدانتهم" أو التمييز ضدهم أو إطلاق وصمة اجتماعية في حقهم. فدعوة الكنيسة وتعاليمها الأخلاقيّة لمؤمنيها لكي يعيشوا حياة أخلاقيّة، فإنها من جانب آخر تدعو إلى المغفرة وتبشّر بالمحبة والرحمة، لا بل تعمل أيضًا على دعم الأشخاص الذين يتعايشون مع فيروس نقص المناعة البشريّة.

وأكد الأب بدر أنّ الوصم يتعارض مع جوهر الحياة المسيحيّة المتمثلة في وصيّة المحبّة: "أحبب الرب إلهك بكل قلبك، وكل نفسك، وكل قوتك، وكل ذهنك وأحبب قريبك حبك لنفسك" (لوقا 10: 27).. فالسيد المسيح تعاطف مع المهمشين والمنبوذين في مجتمعه، مثل المصابين بالجذام والفقراء والمرضى والعشارين... وبشّر بالمحبة للجياع والسجناء والمرضى كطريقة عملية لمحبة الله تعالى.

الكنيسة في الجبهة الأماميّة

ولفت مدير المركز الكاثوليكيّ للدراسات والإعلام إلى أنّ الكنيسة الكاثوليكيّة كانت في الجبهة الأماميّة أمام هذا المرض "كمستشفى ميداني"، وبحسب ما يدعو إليه دائمًا قداسة البابا فرنسيس، فالإحصاءات تشير إلى أنّ الكنيسة الكاثوليكيّة هي أكبر مقدّم رعاية خاص لمرضى الإيدز، حيث تقوم المنظمات الكاثوليكيّة المتعدّدة بتوفير أكثر من ربع العلاج المقدّم عالميًّا لهؤلاء المرضى.

كما أشار إلى أنّ الفاتيكان قام بإنشاء العديد من المؤسّسات لتقديم الخدمة الرعوية للعاملين في المجال الصحي، وذلك لإظهار اهتمام الكنيسة بالمرضى ولنشر التعاليم الروحيّة والأخلاقيّة للمرض ومفهوم المعاناة البشريّة. كما أعلنت الكنيسة الكاثوليكيّة القديس لويس غونزاغا ليكون شفيعًا للمصابين بالإيدز ومقدمي الرعاية لهم، وهذا مرّده بأنّه حتى لو لم نتفق مع اختيار أسلوب حياة شخص ما، دينيًّا أو فكريًّا أو اجتماعيًّا، فهذا لا يعفينا من ممارسة الرحمة والشفقة، وأن نكون أداة لمحبّة الله.