
الحسكة - سهيل لاوند - آسي مينا - على الرغم من الأزمات التي أصابت مسيحيي مدن شرق سوريا وأريافها (الجزيرة)، بقي عدد غير قليل من شبابها متمسكًا بأرضه وجذوره. صمود تعزّز اليوم بخطوة إضافية تجسّدت في اجتماعهم مع بعضهم بعضًا تحت سقف واحد بعد غياب قسري طال أمده.
فقد دعت أبرشية الحسكة ونصيبين للسريان الكاثوليك جميع الطوائف الحاضرة في الجزيرة السورية إلى «اللقاء الشبيبي المسيحي» الذي عُقد بين الأول والرابع من هذا الشهر برعاية رئيس أساقفتها المطران يعقوب جوزف شمعي، وبإرشاد مرشد راعوية الشبيبة لطائفة السريان الكاثوليك المطران إسحق جول بطرس، وتنسيق الشمّاس مايكل توما. واحتضن اللقاء دير السيدة العذراء-تل ورديات التابع لكنيسة السريان الأرثوذكس في الحسكة السورية.
أوضح بطرس أنّ اللقاء حمل عنوان «كلّنا واحد في المسيح الذي يجمعنا»، وأنّ الشبيبة المسيحية المشاركة أتت من أربع مناطق في الشرق السوري وهي الحسكة والقامشلي والمالكية والقحطانية.
وأضاف: «خُصِّص اليوم الأول للتعارف وكسر الحواجز بين المشاركين عن طريق الألعاب الترفيهية تمهيدًا لتقسيمهم إلى فِرق. أمّا بالنسبة إلى الأيام الثلاثة التالية فقد تمحورت حول "التعليم الكتابي"، متضمنةً أربعة لقاءات كانت تبدأ عادةً بتعليم، يليه وقت فردي للتأمّل، وأخيرًا الاجتماع ضمن حلقات صغيرة لمشاركة الآراء. وقد أجاب مضمون تلك اللقاءات عن عدد من الأسئلة، من قبيل: كيف نصلي، خصوصًا الصلاة الربّية؟ وكيف ننتقل من الخوف إلى الإيمان؟ وأخيرًا كيف نبني علاقات سليمة، ونؤسّس لمجموعات مسيحية سليمة؟».
وعن هدف اللقاء أكّد بطرس أنّه «تعلّمي، ركّز على التنشئة الكتابية والراعوية والروحية والنفسية. بالإضافة إلى جمع الشباب معًا كي يُصلّوا ويتشاركوا همومهم ورجاءهم وأفراحهم، ليبنوا صداقات تسهّل التشبيك بين الكنائس (بمناطقها وطوائفها المختلفة) في نشاطاتها الراعوية. وبالفعل، ساد جوّ من الفرح، وقطفنا ثمار ما أردنا ونطمح إلى قطف المزيد مستقبلًا».
وختم بطرس حديثه بالإشارة إلى أنّ «صباح كل يوم كان يبدأ بالصلاة، كما احتفلنا مرتين بالذبيحة الإلهية، وأحيينا سهرة سجود للقربان المقدس مع إتاحة الفرصة للمشاركين لتقديم اعترافاتهم، بالإضافة إلى تنظيم مسابقات (أسئلة دينية) بين الفِرق».
يُذكر أنّ اللقاء ضمّ أكثر من 85 شابًا وشابة، ولم يقتصر على حضور المطرانَين شمعي وبطرس بل حضر أيضًا مطران أبرشية الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس مار موريس عمسيح. كما لاقى دعمًا من جمعية «عون الكنيسة المتألمة» بالتعاون مع منظمة «خدمة ملح الأرض-سولت».