الطيبة - نبض الحياة - مع حلول الأول من حزيران، تتجه الأنظار نحو رعية المسيح الفادي في الطيبة، حيث يستعد الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، لزيارة رعوية قانونية تمتد لثلاثة أيام، من الأول إلى الثالث من حزيران لعام ألفين وأربعة وعشرين. هذه الزيارة، التي تُعَدُّ بمثابة جسر للتواصل بين البطريرك وأبناء الرعية، تحمل في طياتها أهدافًا عدة تتخطى مجرد اللقاءات الروتينية.
يبدأ البطريرك جولته بالتفاعل المباشر مع المؤمنين، مستمعًا إلى قصصهم ومشاركًا إياهم تجاربهم اليومية. يتعمق في فهم تحدياتهم ويقدم النصح والإرشاد، مؤكدًا على أهمية الدعم الروحي والمعنوي في هذه الأوقات العصيبة. ولا يقتصر الأمر على اللقاءات الفردية، بل يمتد ليشمل مراجعة الحياة الرعوية بأكملها، من خلال الاطلاع على الفعاليات والبرامج التي تنظمها الرعية والمؤسسات التابعة للبطريركية.
تتضمن الزيارة أيضًا جولات تفقدية لمؤسسات البلدة الرسمية والمحلية، حيث يبحث البطريرك سبل التعاون المشترك ويعزز العلاقات بين الكنيسة والمجتمع. وفي سياق متصل، يلتقي بكهنة الرعايا، مستمعًا إلى همومهم ومناقشًا التحديات التي يواجهونها في مهامهم الرعوية.
كما يحرص البطريرك على مراجعة السجلات الرعوية، من العماد والتثبيت والزواج، إلى السجلات المالية، مؤكدًا على أهمية الشفافية والحوكمة الرشيدة. ويتطرق إلى التحديات التي تواجه الرعية وأبناءها، معبرًا عن استعداده للاصغاء والعمل من أجل تحسين الأوضاع.
وفي ختام الزيارة، يكون البطريرك قد ألقى نظرة شاملة على مشاريع البطريركية المتنوعة، من المدرسة إلى بيت المسنين، ومن بيوت الضيافة إلى المعصرة، وصولًا إلى مركز كاريتاس الطبي ومشاريع الترميم والإسكان وبرامج التشغيل. تلك المشاريع التي تعكس حيوية الرعية وتفانيها في خدمة المجتمع.
تمثل هذه الزيارة فرصة ذهبية لأبناء الرعية ليس فقط للقاء البطريرك وجهًا لوجه، بل أيضًا لطرح أسئلتهم ومناقشة القضايا التي تهمهم، في جو يسوده الود والتفاهم. وبذلك، تصبح الزيارة الرعوية ليست مجرد حدث عابر، بل علامة فارقة في مسيرة الرعية نحو مستقبل مشرق.