الطيبة - سند ساحلية "نبض الحياة" - وصف الأب بشار فواضله، راعي كنيسة المسيح الفادي للاتين في الطيبة، الزيارة الرعوية للكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، بأنها لحظة تاريخية للرعية، وقال: "يأتينا البطريرك كنسمة روحية تحمل عبق التاريخ والتقاليد".
أضاف: "نستقبله بقلوب ممتنة ومفتوحة، وإقامته بيننا تعد دعوة للتضامن والوحدة في الإيمان، وتجديد لروح المحبة والخدمة. زيارته ليست مجرد إجراء روتيني، بل هي تجسيد حي لفكرة الراعي الذي لا يترك خرافه وحيدة، بل يبقى معها، يرعاها ويحميها".
وتابع الأب فواضله: "البطريرك يشاركنا حياتنا، يتقاسم همومنا، ويدعم رسالتنا، معبرًا عن العناية الأبوية والحضور الفعلي للكنيسة في حياة المؤمنين. تدعونا زيارته لنكون أقرب إلى بعضنا البعض، ولنعكس قيم الرعاية والتضامن في حياتنا اليومية، مجددين إيماننا ومعززين وحدتنا كجسد واحد في المسيح".
"تدعونا الزيارة الرعوية للتأمل في دورنا كأفراد في الرعية. يجب أن نتساءل كيف يمكننا أن نكون خرافًا صالحة، وكيف نعكس حب المسيح ورحمته في تعاملاتنا اليومية. يأتي الكاردينال بيتسابالا كمثال للخدمة والتفاني، مذكرًا بأن الكنيسة هي مجتمع من الأشخاص المتحدين بالإيمان والمحبة، وأن لكل منا دورًا في بناء وتعزيز هذا المجتمع".
"نتطلع إلى الأنشطة واللقاءات التي ستجري خلال الزيارة، حيث سنشارك في الصلاة والتأمل والعمل معًا. إنها فرصة لنظهر للعالم قوة إيماننا ووحدتنا. نصلي من أجل أن تجلب السلام والفرح لقلوبنا ولرعيتنا، نسأل الرب أن يباركنا ويقوينا في مسيرتنا الروحية".
وأعرب الأب فواضله عن تقديره العميق للجهود التي بذلها أبناء وبنات الرعية في المشاركة في التحضيرات لهذه الزيارة الرعوية. أشاد بتفانيهم وحماسهم، معتبرًا أن مشاركتهم تعكس روح الخدمة والتعاون التي تميز الرعية. كما أثنى على الرهبانيات العاملة في الرعية لدورهن الفعّال والمستمر في دعم مختلف الأنشطة والبرامج الروحية والاجتماعية. ولم يغفل عن ذكر الفعاليات المتنوعة التي تقام في الرعية، والتي تسهم في تعزيز الشركة والمحبة بين أفراد المجتمع الكنسي.
الزيارة الرعوية
يبدا الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، يوم غد السبت، زيارته الرعوية القانونية لرعية المسيح الفادي للاتين في الطيبة، والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام، والتي تُعدُّ رحلة تواصلية متعددة الأبعاد، تجمع بين الإصغاء والإرشاد الروحي، وتعزيز التعاون المجتمعي، وتقييم شامل لمشاريع الرعية، مما يُسهم في رسم مستقبل مشرق لأبنائها.
اليوم الأول
سيكون اليوم الأول في بلدة الطيبة حافلاً بالأنشطة الروحية والاجتماعية، حيث سيتم استقبال الزوار بحفاوة بالغة. ستبدأ الفعاليات بالاستقبال الرسمي للضيوف بالسيارات من المدخل الشرقي للبلدة، ومن ثم التوجه مباشرة إلى دير اللاتين للدخول الرسمي للكنيسة وأداء الصلاة.
بعد ذلك، سينتقل الجميع إلى قاعة الرعية، حيث ستتم زيارة المدرسة واللقاء بالهيئتين الإدارية والتدريسية للمدرسة، لتسليط الضوء على أهمية التعليم والتطوير الفكري. سيتبع ذلك زيارة لمجلس بلدية الطيبة لمناقشة القضايا المهمة للبلدة وسكانها.
سيكون الغداء فرصة للتواصل بين كهنة البلدة ووجهاء الرعية والبلدة، وسيعقبه لقاء مفتوح مع أبناء الرعية لتبادل الأفكار والمشاعر. وفي خطوة تجسد النمو والتقدم، سيتم وضع حجر الأساس لمشروع الإسكان الجديد.
وسيختتم اليوم بقداس المناولة الأولى والتثبيت، وهو حدث روحي يعبر عن التزام الجماعة بالإيمان والتقاليد. وفي المساء، سيجتمع الأهل والأصدقاء في عشاء يسوده الود والمحبة.
اليوم الثاني
ستبدأ الفعاليات بصلاة الصباح في كنيسة شارل دو فوكو، تليها زيارة لراهبات الوردية. سيُقام القداس الاحتفالي بيوم الأحد، وسيكون هناك فرصة للالتقاء مع أبناء الرعية. ستُجرى زيارات للمرضى والمسنين في بيوتهم لمناولتهم، مما يعكس روح التكافل والعناية بأفراد المجتمع.
سيُعقد الغداء مع كهنة البلدة ورهبانياتها والمجلس الرعوي وممثلين عن مؤسسات البلدة، لتعزيز الروابط والتعاون المشترك. ستتم زيارة كنيسة الروم الكاثوليك واللقاء بالارشمندريت جاك عابد، وكذلك زيارة كنيسة الروم الأرثوذكس والأب داود خوري.
سيُحتفل بتخريج طلاب مدرسة البطريركية اللاتينية في الطيبة “التوجيهي”، وهو حدث يُبرز أهمية التعليم والإنجاز الأكاديمي. وسيختتم اليوم بلقاء وعشاء مع الأخوات المريمية والشبيبة وجوقة الترتيل، في أجواء من الفرح والتآخي.
اليوم الثالث
ستبدأ الأنشطة بصلاة الصباح، ومن ثم ستُجرى زيارة لراهبات الصليب المقدّس. سينطلق الزوار لزيارة بلدة كفر مالك، حيث كانت الإرسالية الأولى، وستُقام زيارة لمركز كاريتاس الطيبة الطبي.
سيتم أيضًا زيارة راهبات أخوات بيت لحم وراهبات الكلمة المتجسد، وسيكون هناك لقاء مع البطريرك ميشيل صباح. سيتم لقاء مع مدير وموظفي بيت أفرام للمسنين، وسيُفتتح منتزه البطريرك ميشيل صباح، حيث سيُعقد لقاء مع المسنين.
وستُختتم الزيارات بجولة في إذاعة "نبض الحياة"، وبذلك ستنتهي الزيارة الرعوية رسميًا بأجواء من الروحانية والتواصل الاجتماعي.