Aller au contenu principal

إعادة افتتاح المتحف الملكيّ في زحلة اللبنانيّة

اسي مينا

زحلة - اسي مينا - أكد رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران إبراهيم مخايل إبراهيم، في خلال حفل إعادة افتتاح المتحف الملكي في مطرانيّة سيّدة النجاة في زحلة-لبنان، أنّ المتحف منبر يسلّط الضوء على تاريخ الوجود المسيحي في المنطقة الذي أرسى جذوره الآباء القديسون والأساقفة العظام.

حضر الافتتاح بطريرك كنيسة الروم الكاثوليك يوسف العبسي وأساقفة ووزراء ونوّاب، حاليّون وسابقون، وسفراء ومسؤولون أمنيّون وفعاليّات مختلفة. وانطلق الاحتفال بصلاة تبريك ترأسها العبسي.

اعتبر إبراهيم في كلمته أعماق مدينة زحلة معقل جمال وتاريخ وتراث في البقاع اللبناني. وتابع أنّ المتحف يرافق زوّاره في رحلة عبرَ أروقة التاريخ، فيه «نستقي أعماق الزمان ونستحضر أحداثًا وشخصيات انبثقت من تراب هذه الأرض المقدسة». ورأى أنّ أنظار الباحثين والمؤرخين وروّاد الفكر والثقافة والمعرفة ستتوجّه إلى هذا الموضع. ووصف المتحف بملاذ للذاكرة، وحافظ لعبق الزمان والمكان.

وأضاف أنّه لن يتوقّف عن تطوير المتحف وزيادة محتوياته وتوسيع أهدافه. وأشار إلى أنّ المتحف مناسبة تُظهر، بالبرهان، أنّ الكنيسة الملكيّة من عمر المسيحية.

أكّد إبراهيم أنّ في ظلّ الوضع الاقتصادي الصعب، كان همّه الأوحد، كما هو الآن، أن يكون مع الناس، دمعةً من دموعهم وأملًا من آمالهم. وزاد أنّ المتحف لم يكن من أولوياته ولا من خياراته، في إشارة إلى أنّ المتحف أنشئ في عهد سلفه المطران عصام يوحنا درويش.

لكنَّ النمسا أرسلت «هدية عظيمة مميزة بشخص سفيرها في لبنان رينيه بول آمري الذي عرض عليَّ إتمام هذه المهمة على نفقة دولته الكريمة. فأوفد جمعية بلادي بإدارة السيّدة المتخصصة في التاريخ وعلم المتاحف جوان فرشخ ومعاونيها المُختصين الذين أجروا دراسة وتحليلًا وتسجيلًا كاملًا لقطع المتحف»، على حد تعبيره.

بدوره، قال وزير الثقافة اللبناني محمد وسام المرتضى إنّ «المتاحف ليست حارسة الماضيات، بل حاضنة الآتيات». وتابع أنّ «وجودنا الوطنيّ يشبه أشياء هذا المتحف، إذا لم تلتقِ في موضعٍ معًا بدّدها الضياع، فإذا اجتمعت صارت على البهاء الذي ترَون».

من ناحيته، قال آمري إنّ المتحف الملكي مركز يرحّب بالزوار من كلّ مكان ومن مختلف الطوائف بأذرع مفتوحة ليشاركهم التاريخ والهوية الزحلية. ويمكن أن يكون مصدر إلهام للطوائف الدينية الأخرى ويسهم في بناء هوية مشتركة للفسيفساء العظيمة التي تمثلها الأمّة اللبنانية.