
الڤاتيكان - وكالة "سير" التابعة لمجلس أساقفة إيطاليا التقت بالممرض الفلسطيني على مقربة من معبر رفح، موضحة أنه يعمل في إحدى المنشآت الصحية القليلة جداً التي ما تزال تعالج المرضى والمصابين في القطاع وهو يسعى جاهداً إلى تلبية احتياجات مئات آلاف الغزيين الذين لجأوا إلى تلك المنطقة.
قال الممرض الفلسطيني إن الناس ما يزالون يموتون في قطاع غزة، مشيرا إلى أن بيته تحول إلى تلة من الركام بسبب القصف الإسرائيلي، وهو يقيم اليوم مع عائلته داخل خيمة اشتراها بسعر ستمائة دولار أمريكي. مع ذلك يقول إنه مسرور لأن هذا الأمر يسمح له بالتنقل باستمرار إلى المناطق الأكثر أمناً. وأضاف أنه يتواجد حاليا في منطقة رفح حوالي مليون وثلاثمائة ألف مهجر يقيمون في مخيمات مستحدثة، ويفتقرون إلى المياه والخدمات الأساسية، ويعانون من قلة المواد الغذائية، والبرد لاسيما خلال ساعات الليل عندما تتدنى درجات الحرارة.
بعدها أشار الممرض إلى أن حياة العائلات المهجرة باتت صعبة للغاية، لا بل مستحيلة، موضحا أن المساعدات الإنسانية الدولية ليست كافية لتلبية الاحتياجات، وقال إن الشوارع مكتظة بالأشخاص الساعين إلى شراء ما يتوفر من طعام، في أسواق مستحدثة، بيد أن الأسعار ارتفعت كثيراً وبات من المستحيل – على سبيل المثال – شراء سلع كالسكر والبن. وهناك بعض المهجرين الذين يرغبون في العودة إلى مناطقهم في الشمال على أمل أن يجدوا بيوتهم سالمة، لكن الجنود الإسرائيليين يمنعونهم من ذلك، في وقت ترد فيه أنباء من الشمال تفيد بأن من بقوا هناك يأكلون طعام الحيوانات. وختم الممرض الفلسطيني يقول إن البهائم في غزة تعيش أفضل من البشر، متسائلاً متى ستنتهي هذه المعاناة!