
القدس - اسي مينا - بعد تعرّض رئيس دير البنديكتيّين في مدينة القدس، نيكوديموس شنابل، للبصق من أحد اليهود ، وانتشار فيديو الحادثة على مواقع التواصل الاجتماعي مثيرًا سخطًا عالميًّا، ندد المؤرخ الألماني اليهودي من أصول إسرائيلية، مايكل وولفسون، بما جرى، معتبرًا التصرف غير مقبول.
كتب وولفسون في صحيفة يهودية بارزة في برلين: «يَعتبر النشطاء من اليهود، وبخاصة في القدس، أنّهم مثاليون عندما يبصقون على المسيحيين أو المسلمين أو حتى عندما يضربونهم».
ولاحظ وولفسون، الأستاذ السابق في جامعة القوات المسلحة الألمانية، أنّ اليهود الأرثوذكس ينغمسون في الدراسات الدينية بشكل يومي. لكنّ «القيم اليهودية الأساسية بعيدة كلّ البعد عن مناهجهم الدراسية».
وتابع: «إنّنا نشكو من الكراهية ضد اليهود منذ آلاف السنين. لذلك، نعتبر أنّ الكراهية اليهودية ضد المسيحيين أو المسلمين مشينة بالمستوى نفسه».
وتعليقًا على الحادثة، قال شنابل لوكالة الأنباء الكاثوليكية: «لا أكره أحدًا. لقد صلّيتُ من أجل المُضايقين والجناة. وهذا هو القلب النابض لوجودي المسيحي».
وفي هذا الإطار، أدانت بطريركية اللاتين في القدس على الفور «الاعتداء غير المبرَّر والمشين» ضد رئيس دير البنديكتيين. كما دعت إلى مقاضاة جرائم الكراهية المماثلة. وشددت على أهمّية المساءلة لاستتباب الأمن وردع الهجمات المستقبلية ضد رجال الدين المسيحيين في الأراضي المقدسة.
وعبّر البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس عن تضامنهم في رسالة شديدة اللهجة على منصة إكس هذا الشهر. وجاء فيها: «نحن نعلم أنّ هذا الاعتداء ليس الأول من نوعه. لكنّ توثيقه عبر الفيديو كشف للعالم السلوك المشين الذي تعرّضتَ له مع كثيرين من قادة كنائسنا وأبناء الرعايا، على مرّ السنين، وبخاصة في الآونة الأخيرة».
وصلّى الرؤساء «كي لا تؤدي الإجراءات القانونية بحقّ المعتدين إلى تسليط الضوء على طبيعة هذه الأفعال المرفوضة فحسب، بل أيضًا الدفع إلى حوار بنّاء، يعزّز الاحترام المُتَبادَل والسلام والنيّات الحسنة بين جميع المقيمين في هذه المدينة المقدسة».