Aller au contenu principal

البابا: الإفخارستيا قادرة على ملىء الجراح والفراغات التي أحدثتها الخطيئة

الراهبات

نبض الحياة: استقبل البابا فرنسيس في قاعة بولس السادس بالفاتيكان، المشاركين في الحج الذي تنظمه رهبانية تلميذات يسوع الإفخارستي، حيث شجّعهم على أن يجعلوا حبهم للرّب في سرّ الإفخارستيا منطلقًا للإعتناء بالأعضاء الأكثر فقرًا واحتقارًا وتهميشًا في جسد المسيح.

وتأتي رحلة الحج هذه بالتزامن مع مرور مائة عام على تأسيس الرهبانيّة، وتحديدًا في 4 تشرين الأوّل 1923، من قبل أسقف أبرشيّة تريكاريكو، جنوب إيطاليا، المكرّم رافايلو ديلي نوكّي (1877-1960)، وشابتين هما ليندا ماكينا وسيلفيا دي سوما.

استهلّ البابا فرنسيس كلمته متناولاً قصة تأسيس الرهبانيّة.

وقال: ألهم الروح القدس عمل المؤسّسين من خلال النداء الملموس والمُلحّ لكنيسة محليّة: كنيسة تريكاريكو، في قلب لوكانيا. كنيسة حجارة حيّة ومُتألّمة، عانت من قرون من البؤس، وبقيت لفترة طويلة بدون راعٍ، وطُبعت مثل أجزاء كثيرة من أوروبا والعالم في تلك السنوات، بندوب الحرب العالمية الأولى والوباء المدمر؛ الإنفلونزا الإسبانية، كما كان يُطلق عليه

أضاف: أرسل الروح إلى تلك الأرض أسقفًا محبًا لله والشعب، يتمتع بحياة داخلية متينة وحساسية كبيرة لاحتياجات الشعب. وإزاء العديد من الاحتياجات العديدة التي واجهها في أبرشيته، لم يجد المطران ديلي نوكّي أي جماعة رهبانية مستعدة للمجيء والعمل هناك، لم تثبط عزيمته: بل قبل دعوة البابا بيوس الحادي عشر، وأسّس رهبانية جديدة يمكنها أن تساعده في خدمة الأخيرين. هكذا ولدت رهبانية تلميذات يسوع الإفخارستي، خادمات فقيرات لشعب فقير، متضامنات في مشاركته لجهوده ونبويات في تعزيز خلاصه الإنساني والديني.

وخاطب الراهبات بالقول: أنتنّ شاهدات ووريثات لهذا كله، ولكنكنّ أيضًا إستمراريّة؛ بحضوركنّ في القارات الخمس، مع المراكز الإفخارستية والمدارس والإرساليات وجميع الخدمات التي تقمن بها. إنّ التحديات حاضرة اليوم أيضًا! لذلك، بدءًا من الوقوف أمام يسوع في الإفخارستيا، الخبز المكسور والمعلم الذي يغسل أرجل التلاميذ، تتعلّمنَ أنتنّ أيضًا أن تنظرنَ إلى إخوتكم وأخواتكم من خلال عدسة القربانة المكبرِّة.

أضاف: إنّ الإفخارستيا، "النقطة المحورية والمُعمية والمنيرة" لكل رؤية مسيحيّة للإنسان والعالم، تحثكنَّ لكي تعتنينَ.. بالأعضاء الأكثر فقرًا واحتقارًا وتهميشًا في جسد المسيح؛ وتحرّكُكنّ لكي تُعزّزنَ مسارات إدماج وافتداء لكرامة الأشخاص في الأعمال الموكلة إليكن.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: كُنَّ هكذا "vasa Domini"، "كؤوسًا مضيافة"، جاثية أمام بيت القربان وبأذرع مشرّعة على الدوام نحو الإخوة! لترشدكنّ العذراء مريم على الدوام على هذه الدرب ولترافقكن بركتي. ومن فضلكنّ لا تنسينَ أن تُصلِّينَ من أجلي.