Skip to main content

كنيسة القدّيس شلّيطا في قنات اللبنانيّة... من صمت الصخور يولد التسبيح

اليوم

قنات - تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس شلّيطا في تواريخ مختلفة، منها 20 أكتوبر/تشرين الأوّل من كلّ عام. في هذه المناسبة، نسلّط الضوء على كنيسة ومغارة تحمل اسمه في بلدة قنات شماليّ لبنان.

بين الصخور والمنحدرات في شمال لبنان، يلتقي التاريخ بالإيمان في مشهد طبيعيّ فريد. هناك، تحديدًا في قلب بلدة قنات بقضاء بشرّي، تختبئ كنيسة ومغارة تحمل اسم القدّيس شلّيطا، هي من أقدم المعالم الدينيّة في المنطقة.

تقع كنيسة القدّيس شلّيطا داخل تجويف صخريّ في الجهة اليُسرى لوادٍ يُعرف باسم وادي مار شلّيطا. يُشكّل الصخر سقفَها وحائطها الجنوبيّ، بينما حائطها الشماليّ مبنيّ بالحجر ويضمّ فتحات إنارة، ما يدلّ على أنّ البناء تمّ على مرحلتين. ويُعتقد أنّها كانت في الأصل مقرًّا لناسِكٍ أو زاهدٍ عاش حياة تأمّل وعزلة، قبل أن تتحوّل إلى بيت صلاة يرتاده الأهالي ومصلّون من قرى مجاورة.

أمّا المغارة فيقع مدخلها في الضفّة اليُمنى من وادي مار شلّيطا قبالة الكنيسة، وهي تشكّل عالمًا من الأسرار. تتألف من ممرّات ومستويين، أحدهما جافّ وآخَر تغمره المياه، إذ ينبع نبع طبيعيّ حافظ على حياة البلدة في فترات الجفاف، وجعل المغارة مكانًا ذا بُعدٍ روحيّ وعمليّ معًا. ويُروى أنّ الماء المتدفّق من قلب الصخر يُعدّ بركة من القدّيس شلّيطا، شفيع البلدة. وتُظهر بقايا فخّارية وحجارة منحوتة في محيط المغارة أنّ المكان يعود إلى حقبات تاريخيّة قديمة، ما يُضفي عليه قيمة أثريّة إلى جانب طابعه المقدّس. ويبقى هذا الموقع شاهدًا على إيمانٍ متجذّر في الأرض والحجر، وعلى علاقة الإنسان اللبنانيّ بطبيعته التي تشهد معه على حضور الله في أدقّ تفاصيل الوجود.

يا ربّ، علّمنا على مثال القدّيس شلّيطا أن نحوّل ودياننا القاحلة إلى أماكن صلاة، وأن نجدك في كلّ نبع يتدفّق من قلوبنا العطشى إليك.

المصدر: د.آمال شعيا، آسي مينا.