
غزة - تزامناً مع انعقاد قمة شرم الشيخ بمصر بمشاركة عشرين رئيس دولة تباحثوا في ضمان وقف إطلاق النار ومصير قطاع غزة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع خادم رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة الأب غابريال رومانيلي الذي لفت إلى أن المسيحيين يتطلعون بأمل إلى المستقبل، وهم يحلمون بسلام عادل.
إزاء الوعود المتكررة بإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني التي اعتاد عليها سكان المنطقة، قوبل الإعلان بشأن وقف إطلاق النار بشيء من الريبة في بادئ الأمر، بيد أن انعقاد قمة شرم الشيخ، التي شهدت مشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعملية الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، ولدا شيئاً من الأمل في النفوس. وهذا ما أكد عليه الأب رومانيلي، معرباً عن أمله بأن يتحقق سلام عادل ودائم في المنطقة، عند جانبي الجدار، كما قال، مع أن العمل على بناء السلام لن يكون أمراً سهلاً إطلاقا إزاء ما خلفه الصراع من دمار وخراب، ومن هذا المنطلق لا بد أن يقدم المسيحيون إسهامهم على صعيد العملية السلمية ويعتنوا بالبشر والحجر.
بعدها قال الكاهن الكاثوليكي الأرجنتيني إن أبناء الرعية ما يزالون يشعرون بالخوف والقلق، مشيرا إلى أن ما تحقق في شرم الشيخ قد لا يكون المرحلة النهائية لمسيرة السلام، خصوصا وأنها ليست المرة الأولى التي تنطلق فيها عملية من هذا النوع قبل أن تبوء بالفشل في مرحلة مبكرة. لكن على الرغم من ذلك، إن قمة شرم الشيخ تحمل على التفاؤل خصوصا مع حضور قادة العديد من الدول، بينهم الرئيس الأمريكي ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس. ورأى أن هذه القمة قد تشكل بداية لشيء جديد، معربا عن أمله بأن تعود بالفائدة على سكان فلسطين كلهم، لاسيما الغزاويين، وأن تساهم في تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
هذا ثم أشار الأب رومانيلي إلى أن قطاع غزة هو مدمر اليوم بالكامل، موضحا أن المدينة التي كان يعرفها السكان قبل الحرب لم تعد موجودة اليوم. وقال إن الوضع صعب جدا بالنسبة للسكان، لافتا إلى أن بعض النازحين دُمرت بيوتهم، خلال الأسابيع الماضية، كما أن أحياءً برمتها سويت بالأرض في اليوم الأخير قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وهذا الواقع ولّد حزناً وألماً كبيرين في النفوس، خصوصا وأن الصراع أدى إلى دمار المستشفيات والجامعات والمدارس، ما يعني توقف الخدمات الرئيسة كالتعليم والصحة.
رداً على سؤال بشأن المشاعر السائدة اليوم لدى السكان، قال خادم رعية العائلة المقدسة إن أبناء الرعية يشعرون بالخوف الشديد، إذ يتوقع معظمهم أن تعود الحرب إلى القطاع، ومع ذلك يجدون أنفسهم مجبرين على العمل والبدء بمسيرة إعادة الإعمار، من خلال مساعدة الأشخاص المحتاجين، مذكرا أنه بفضل مساعدة بطريرك القدس للاتين الكاردينال بيتسابالا وعدد من الجمعيات، تمكنت كنيسة العائلة المقدسة من مد يد العون إلى آلاف العائلات في غزة، وهي تواصل هذه المساعدة لغاية اليوم.
هذا ثم أوضح رومانيلي أن الرعية فعلت الكثير ويتعين على المسيحيين أن يتساءلوا اليوم ماذا يريد منهم الله أن يفعلوا، مشيرا على سبيل المثال إلى ضرورة فتح المدارس الثلاث التابعة للكنيسة أمام المهجرين، مع أن اثنتين منها تعرضتا للقصف. وسلط الضوء أيضا على أهمية الصلاة من أجل السلام وعلى نية الضحايا، لافتا إلى استمرار رتبة السجود للقربان، وتلاوة السبحة الوردية والاحتفال بالقداديس. وقال إنه يعقد لقاءات يومية مع الأطفال والبالغين، لأن الحياة الروحية تبقى ركيزةً لنشاط الخدمة الذي تقوم به الرعية، هذه الخدمة الموجهة نحو عدد كبير من الفقراء والمرضى والمعوقين.
في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز عاد خادم رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة ليعبر عن أمله بأن تنتهي الحرب وأن تشهد المنطقة مرحلة جديدة من السلام المرتكز إلى العدالة، مشددا على ضرورة احترام حقوق الأشخاص أيا كانوا، لأن انتهاك هذه الحقوق سيولد مشاكل في المستقبل.
المصدر: موقع الفاتيكان.