
واشنطن - والتر سانشيز سيلفا - آسي مينا - أشار بطريرك القدس للاتين، الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، إلى أنّ حل الدولتين لإنهاء الحرب في الأراضي المقدسة بات «غير واقعي» الآن.
وفي مقابلة حصرية مع أخبار الشبكة التلفزيونية للكلمة الأزلية قال بيتسابالا: «أرى أن ليس هناك أحد يريد صراعًا أوسع، ولكن أيضًا ليس هناك أحد قادر على إيقاف التصعيد». وأوضح: «نحن بحاجة الآن إلى حلٍّ جديد، حلٍ مُبتَكَر. لا أعرف ما هو الحلّ، ولكنّ الاتفاقات السابقة، والأفكار جميعها، وحلّ الدولتين المُرتَقَب… هذه الطروح كلّها لا تبدو واقعيّةً الآن».
وأضاف الكاردينال أنّ الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 هي أسوأ فترة مرّت على سكان الأراضي المقدسة في خلال الأعوام الـ35 الماضية. وتابع: «العنف ليس السبب الوحيد... بل حجم الصراع وأثره؛ وكذلك التأثير العاطفي على السكان، الفلسطينيين والآن في لبنان».
وأعرب بيتسابالا عن قلقه إزاء «لغة الكراهية» المنتشرة في كلّ مكان، قائلًا: «هذا أمرٌ مُرَوِّع. لا تقلقني الحرب بحدّ ذاتها، إذ إنّ الحروب ليست أبدية؛ ولكنّ المرحلة ما بعد الحرب ستكون عواقبها مروّعة».
الكنيسة صوت الفقراء
في ما يتعلق بالمفاوضات لتحقيق السلام، علّق بيتسابالا: «لا أظنّ أنّ الكنيسة يجب أن تتّخذ طرفًا في هذه الأمور. فمن الأفضل أن تبقى الكنيسة خارجها... وإذا دخلت فيها، ستفقد الحرّية. إذ تكمن قوة الكنيسة في كونها صوت الفقراء». وأوضح أنّ «السلام موقف، وليس مجرد اتفاقية».
وتابع بيتسابالا مشيرًا إلى أنّ في ظل الوضع الحالي «لا يُعَدُّ الحديث عن السلام واقعيًّا. والآن، علينا أن نتحدث أولًا عن وقف إطلاق النار، لوقف أي نوع من أنواع العنف... ولإيجاد قيادة جديدة ذات رؤية سياسية، وأيضًا قادة مؤمنين. من هنا يبدأ التفكير بزاوية جديدة للنظر إلى الشرق الأوسط. ولكنّ هذه المرحلة مرتبطة بالخطوات السابقة».
وفي ما يتعلق باستخدام الجوع كسلاح في الحرب، أعرب بطريرك القدس عن أسفه لما يحدث في غزة، مشيرًا إلى أنّ المساعدات التي تقدّمها المنظمات الدولية ليست كافيةً لتلبية احتياجات مليوني شخص.
بعدما أكّد أنّ العنف ليس حلًّا، أوضح أنه «ليس مستحيلًا» أن نجد الله في وسط كل ما يحدث لأنّ «الإنجيل ليس فكرةً أو قصةً، بل هو نهج حياة». وأكّد الحاجة إلى أن «يثق الجميع بنعمة الله ثقةً أكبر».