
بيروت - جورج خبّاز أستاذ مسرحيّ وممثّل ومؤلّف ومخرج ومنتج وملحّن لبنانيّ. أنتَج أعمالًا فنّيّة كثيرة حملت في طيّاتها رسالة هادفة في التلفزيون والمسرح والسينما، وجَعَلته من أهمّ الفنّانين العرب، حافرًا بصمته الإبداعيّة في ذاكرة الوجدان، هو مَن جسّد التفاني في العمل والإيمان برسالة الفنّ ودوره الفعّال في الارتقاء بمستوى الفكر والدفاع عن قضايا الإنسان والوجود. وهو يُطلّ عبر «آسي مينا» ليُشاركنا اختباره الحيّ، المُفعم بنِعَم الله اللامتناهية.
يقول خبّاز: «في كلّ يوم يطلع فيه الضوء، أحسّ بأنّ الأمور كلّها تسير بشكل طبيعيّ، في عقلي وفكري وجسمي ووجداني، فأشعر بوجود الله في حياتي. نحن لا ننتظر حدثًا معيّنًا لنؤكّد حضور الله، فهو حاضر معنا في كلّ لحظة؛ إنّما لأنّنا اعتبرنا هذه الحقيقة أمرًا واقعًا، ننسى حضوره في أوقات كثيرة».
ويكشِف: «لعبتُ أدوارًا كثيرة، إنّما الدور الذي أحبّه كثيرًا وأعتزّ به هو دوري في فيلم "غدي" الذي يتطرّق إلى الاختلاف الجسديّ، فيتناول فكرة دمج المختلِف على المستوى الجسديّ في المجتمع، كما يعالج أنواع الاختلافات الأخرى، ويسلّط الضوء على فكرة تقبُّل الآخَر، أي أنّه يُشكّل صرخة ضدّ النظرة المُتخلِّفة إلى الشخص المُختلِف».
ويردِف: «يجب أن نتعلّم ألّا نحكم على أحد، وأن نحبّ ونتقبّل بعضنا بعضًا؛ فلدى كلّ إنسان نقص أو حاجة عاطفيّة أو روحيّة، أو فكريّة، أو عقليّة، أو اجتماعيّة، أو عائليّة، أو مادّيّة... ولكن، كم هو محظوظ مَن يتجلّى نقصه بوضوح».
فعل صلاة وشكر
ويخبِر: «أحبُّ القدّيسين وأحترمهم، وفي لبنان نحظى بكثير من القدّيسين الكبار والرائعين، بينهم شربل ونعمة الله الحرديني ورفقا، فضلًا عن الطوباويَّين إسطفان نعمة ويعقوب الكبّوشي. لكن أحبّ علاقتي المباشرة بالله، من خلال صلاتي الخاصّة التي ألَّفْتُها، وفيها أقول (بالعامّيّة اللبنانيّة): "إنتَ يلّي ساكن بعيد، ساكن فيّي أو حَدّي، ما رَح أطلب مِنَّك شي، إنتَ بتعرف شو بدّي، ما رَح أطلب الصحّة ولا المال ولا الهدايا، ولا تْغَيّرلي الماضي أو تِكْشفلي الخبايا، بدّي تْغَمِّسني بالحبّ وتصفّيلي النوايا، ومِن نورَك صَوبي وَدّي، إنتَ الساكن بعيد، فيّي أو حَدّي».
ويؤكّد: «أشكر الله أوّلًا على عائلتي وعلى الصحّة، وعلى كلّ ما أعطاني إيّاه من قُدرات ومواهب. في الماضي، كنتُ أكثر طلبًا من الله وأقلّ شكرًا، واليوم أصبحتُ أكثر شكرًا وأقلّ طلبًا، لأنّ الله قد أعطاني الكثير، وأنا أشكره على كلّ شيء».
ويختِم خبّاز: «الإيمان سلوكٌ إنسانيّ، وبالتالي لا ينفع أن نُصلّي ونُمارس الطقوس الدينيّة فحسب، وأن يكون سلوكنا مع أنفسنا ومع الآخَر ليس على ما يرام، لأنّ علاقتنا بالخالق مرتبطة من دون شكّ بعلاقتنا بالآخَر، وهذا أمر بالغ الأهمّية علينا معرفته».
المصدر: د.امال شعيا، آسي مينا.