مَشْرُوعُ قَانُونِ اَلْمَوَارِيثِ وَالْوَصَايَا لِلْمُكَوِّنِ اَلْمَسِيحِيِّ فِي اَلْأُرْدُنِّ مَسْؤُولِيَّةَ اَلْجَمِيعِ

المحامي ناظم نعمة

بقلم المحامي ناظم نعمة

لَسْتُ بِصَدَدِ اِنْتِقَادِ مُؤَسَّسَةٍ أَوْ جِهَةٍ أَوْ أَشْخَاصٍ مَعْنِيِّينَ فِي هَذَا اَلْمَوْضُوعِ وَلَكِنْ لِنَكُونَ صَرِيحِينَ مَعًا بِأَنَّهُ لَا يُوجَدُ نِظَامُ أَوْ قَانُون مِيرَاثٍ لِلْمُكَوِّنِ اَلْمَسِيحِيِّ فِي اَلْأُرْدُنِّ وَفِلَسْطِينَ مُنْذُ إِقَامَةِ إِمَارَةِ شَرْقَ اَلْأُرْدُنِّ لِغَايَةِ اَلْيَوْمِ.

أَنَّ طَبِيعَةَ اَلْحَيَاةِ تَرَكَتْ أَثَرًا وَاضِحًا فِي نِظَامِ اَلْمِيرَاثِ إِذْ كَانَ اَلْعَرَب قَبْلَ اَلْمَسِيحِيَّةِ أَهْلَ حَلٍّ وَتَرْحَالِ وَأَهْلَ حَرْبٍ وَيَبْحَثُونَ عَنْ اَلْكَلَأِ وَالْمَاءِ وَيَرْتَادُونَ أَنْفَع اَلْمَنَازِلُ لَهُمْ وَلِمَوَاشِيهِمْ وَكَانَتْ اَلْقِرْبَةُ وَالتَّبَنِّي وَحَمَّلَ اَلسِّلَاحُ مِنْ أَقْوَى أَسْبَابِ اَلتَّوْرِيثِ وَانْطِلَاقًا مِنْ اَلْغَرِيزَةِ اَلْبَشَرِيَّةِ بِالرَّغْبَةِ فِي اَلْمِلْكِيَّةِ اَلْخَاصَّةِ وَانْحِصَارِهَا فِي اَلْأُسْرَةِ أَوْ اَلْعَشِيرَةِ وَلِأَسْبَابً سِيَاسِيَّةٍ وَاقْتِصَادِيَّةٍ وَاجْتِمَاعِيَّةٍ تَعَاظُمَ دَوْرِ اَلتَّوْرِيثِ لِلذُّكُورِ دُونَ اَلْإِنَاثِ.

 وَبُعْدِ مَجِيءِ الديانات السماوية وَالتَّطَوُّرِ اَلْحَاصِلَ فِي اَلْمُجْتَمَعَاتِ اَلْبَشَرِيَّةِ كَحَتْمِيَّةٍ تَارِيخِيَّةٍ تَغَيَّرَتْ مَكَانَةَ اَلْمَرْأَةِ وَحِصَصِهَا فِي اَلْإِرْثِ .

وَيُخْطِئَ مَنْ يَقُولُ بِأَنَّ اَلْمَسِيحِيَّةَ لَيْسَ لَهَا نِظَامٌ خَاصٌّ فِي اَلْمِيرَاثِ لِأَنَّ اَلْإِنْجِيلَ ( لَمْ يَأْتِ فِي تَشْرِيعٍ يُنَظِّمُ عَلَاقَاتِ اَلنَّاسِ وَلَمْ يَضَعْ أَحْكَامًا وَلَا يَسْتَبْطِنُ حَلَالاً وَلَا حَرَامًا وَلَكِنَّهُ رَموْزٌ وَأَمْثَالٌ وَمَوَاعِظُ ) فَالْإِنْجِيلُ يَتَكَوَّنُ مِنْ اَلْعَهْدَيْنِ اَلْقَدِيمِ وَالْجَدِيدِ وَهُوَ مَصْدَرُ اَلتَّشْرِيعِ لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي أَحْوَالِهِمْ اَلشَّخْصِيَّةِ لِكَافَّةِ طَوَائِفِهِمْ وَيَعْتَبِرُ اَلْعَهْدُ اَلْقَدِيمُ كِتَابُ اَلشَّرِيعَةِ فَالسَّيِّد اَلْمَسِيح لَهُ اَلْمَجْدُ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ وَاتِّبَاعِهِ مَا جِئْتُ لِأَنْقُضْ بَلْ لِأَكْمَل فَإِنِّي اَلْحَقُّ أَقُولُ لَكُمْ ( إِلَى أَنْ تَزُولَ اَلسَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَلَا يَزُولُ حَرْف وَاحِدٍ أَوْ نُقْطَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ اَلنَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ اَلْكُلُّ ) مَتَّىْ 5: 18 - 19 فَبِالتَّالِي مَا جَاءَ فِي اَلْعَهْدِ اَلْقَدِيمِ مِنْ تَشْرِيعَاتٍ هُوَ مُلْزِمٌ لَنَا كَمَسِيحِيِّينَ.

وَلَقَدْ جَاءَ فِي سِفْرِ اَلْعَدَدِ 27: 1- 22 - مِيرَاثُ اَلْبَنَاتِ – مَا يِلِي: تَقَدَّمَتْ بَنَاتُ صَلْفحَادْ بْنْ حَافِرِ اِبْنِ جِلْعَادْ بْنْ مَاكِيرْ بْنْ مَنْسِي مِنْ عَشَائِرَ بْنْ يُوسُفْ فَوَقَفْنَ أَمَامٌ مُوسَى وَأَلْعَازَرْ وَسَائِرَ اَلْجَمَاعَةِ عِنْدَ بَابِ خَيْمَةِ اَلْمَوْعِدِ قَائِلَاتٌ (مَاتَ ابُونَا فِي اَلْبَرِّيَّةِ وَهُوَ لَمْ يَكُنْ فِي جُمْلَةِ اَلْجَمَاعَةِ اَلَّتِي اِجْتَمَعَتْ عَلَى اَلرَّبِّ أَيْ مِنْ عَلَى قُورَحْ لَكِنَّهُ بِخَطِيئَتِهِ مَاتَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَنُونَ فَلِمَاذَا يَسْقُطُ اِسْمَ أَبِينَا مِنْ بَيْنِ عَشِيرَتِهِ لِأَنَّ لَيْسَ لَهُ اِبْنٍ ؟ فَأُعْطِنَا مِلْكًا فِيمَا بَيْنَ أَعْمَامِنَا ) فَرَفَعَ مُوسَى قَضِيَّتَهُنَّ إِلَى اَلرَّبِّ فَكَلَّمَ اَلرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً ( بِالصَّوَابِ نَطَقَتْ بَنَاتُ صَلْفحَادْ فَأُعْطَهُنَّ مَلِكَ مِيرَاثٍ فِيمَا بَيَّنَ أَعْمَامُهُنَّ وَانْقُلْ مِيرَاثَ أَبِيهِنَّ إِلَيْهِنَّ اِفْهَمْ بُنِيَ إِسْرَائِيلُ وَقَلَّ لَهُمْ أَيُّ رَجُلٍ مَاتَ وَلَيْسَ لَهُ اِبْنِ فَانْقُلُوا مِيرَاثَهُ إِلَى اِبْنَتِهِ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ بِنْتُ فَأَعْطَوْا مِيرَاثَهُ لِإِخْوَتِهِ فَإِنَّ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِخْوَةٌ فَأَعْطُوهُ إِلَى أَعْمَامِهِ فَإِنَّ لَمْ يَكُنْ لِأَبِيهِ أَخُوهُ فَأَعْطَوْهُ لِأَقْرَب ذُوي قَرَابَتِهِ فِي عَشِيرَتِهِ فَيَرِثهُ وَلْيَكُنْ ذَلِكَ لَبَنِيً إِسْرَائِيلَ فَرِيضَةَ حُكْمٍ كَمَا أَمَرَ اَلرَّبُّ مُوسَى ).

وَيَتَحَدَّثَ اَلْعَهْدُ اَلْجَدِيدُ فِي رِسَالَةِ اَلْقِدِّيسِ بُولُصْ إِلَى أَهْلِ غَلَاطِيَّة 3 - 28 عَنْ اَلْمُسَاوَاةِ بَيْنَ اَلذَّكَرِ وَالْأُنْثَى قالت ( لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلَا يُونَانِي لَيْسَ عَبْدًا وَلَا حُرًّا لَيْسَ ذَكَرًا وَأُنْثَى لِأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدًا فِي اَلْمَسِيحْ يَسُوعْ )

 وَمِنْ خِلَالِ اَلنُّصُوصِ فِي اَلْإِنْجِيلِ يَتَّضِحُ لَنَا أَنَّ السيد المسيح دَعَا إِلَى اَلْمُحَافَظَةِ عَلَى شَرِيعَةِ مُوسَى - عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ - وَلَمْ يُمَيِّزْ بَيْنَ اَلذَّكَرِ وَالْأُنْثَى ( لِأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدًا ) وَقَدْ ظَلَّ اَلْمَسِيحِيُّونَ اَلْأَوَائِلَ يَتَوَارَثُونَ بِنِظَامِ اَلتَّوْرِيثِ اَلْمَوْجُودَةِ فِي اَلتَّوْرَاةِ عِنْدَ اَلْيَهُودِ قَبْلَ أَنْ تَضَعَ اَلْكَنَائِسُ نِظَامًا خَاصًّا لَهُمْ.

وَبَعْدَ اَلِانْشِقَاقَاتِ اَلَّتِي حَصَلَتْ فِي اَلْكَنِيسَةِ عَبْرَ اَلْعُصُورِ وَانْتِشَارٍ اَلْمَسِيحِيَّةِ فِي أَصْقَاعِ اَلْأَرْضِ أَدَّى ذَلِكَ إِلَى عَدَمِ وُجُودِ قَانُونٍ مُوَحَّدٍ لِلْمَسْيحَيْينِ يُحْتَكَمون إِلَيْهِ فِي نِظَامِ اَلْمَوَارِيثِ بَلْ تَخْتَلِفُ نَظْمَهُمْ حَسَبَ اَلْمُجْتَمَعَاتِ اَلَّتِي يَعِيشُونَ فِيهَا وَالْكَنَائِسِ اَلَّتِي يَنْتَمُونَ إِلَيْهَا فَتَجِدهُمْ فِي مُجْتَمَعَاتِ تَسَاوِي بَيْنَ اَلرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ فِي اَلْمِيرَاثِ وَإِذَا عَاشُوا فِي مُجْتَمَعٍ إِسْلَامِيٍّ فَعَلُوا أَيْضًا مِثْل أَهْلِ هَذَا اَلْمُجْتَمَعِ وَهَذَا مَا نَرَاهُ اَلْيَوْمَ واَضْحَاً عِنْدَنَا فِي اَلْأُرْدُنِّ وَفِلَسْطِينَ  .

وَانْطِلَاقًا مِنْ هَذَا اَلْوَضْعِ اَلْقَانُونِيِّ كَثُرَتْ فِي اَلْآوِنَةِ اَلْأَخِيرَةِ وَمُنْذُ عَامِ 2011 اَلِاجْتِهَادَاتِ وَالِاجْتِمَاعَاتِ وَالْمُحَاضَرَاتِ وَالْجَدَلِ حَوْلَ اَلْمُسَاوَاةِ بَيْنَ اَلذَّكَرِ وَالْأُنْثَى فِي اَلْمِيرَاثِ لِلْمُكَوِّنِ اَلْمَسِيحِيِّ بِشَكْلٍ خَاصٍّ وَلَا سِيَّمَا بَعْدَ أَنْ أُجْرِيَتْ بَعْضُ اَلتَّعْدِيلَاتِ عَلَى اَلدُّسْتُورِ اَلْأُرْدُنِّيِّ فِي اَلْمَادَّةِ 109/2 .

وَكَذَلِكَ التعديل الذي حصل على قَانُونُ مَجْالِسِ اَلطَّوَائِفِ اَلْمَسِيحِيَّةِ رَقْمِ 28 لِسَنَةِ 2014.

وَقَدْ تَكَلَّلَتْ هَذِهِ اَللِّقَاءَاتِ وَالْجَدَلِ عَنْ إِصْدَارِ مُسَوَّدَةِ مَشْرُوعِ قَانُونٍ جَدِيدٍ لِلْمِيرَاثِ وَالْوَصَايَا لِلْمُكَوِّنِ اَلْمَسِيحِيِّ وَافَقَ عَلَيْهِ رُؤَسَاءُ مَجْلِسِ اَلْكَنَائِسِ فِي اَلْأُرْدُنِّ مُنْذُ أَيَّارَ مِنْ اَلْعَامِ اَلْمَاضِي 2023 وَأَنَّ مُوَافَقَةَ رُؤَسَاءِ اَلْكَنَائِسِ عَلَى مُسَوَّدَةِ قَانُونٍ مُوَحَّدٍ لِلْمِيرَاثِ وَالْوَصَايَا لِلْمُكَوِّنِ اَلْمَسِيحِيِّ لَا يَعْنِي أَنَّ اَلْقَانُونَ أَصْبَحَ حَيِّزُ اَلتَّنْفِيذِ وَلَا بُدَّ مِنْ إِجْرَاءِ اَلتَّعْدِيلَاتِ اَلْقَانُونِيَّةِ فِي اَلْقَانُونِ اَلْمَدَنِيِّ وَفِي قَانُونِ مَجْالِسِ اَلطَّوَائِفِ اَلْمَسِيحِيَّةِ لِكَيْ تَتَضَمَّنَ بَعْضُ اَلنُّصُوصِ اَلَّتِي تَسْمَحُ فِي تَطْبِيقِ قَانُونٍ لِلْمَوَارِيثِ وَالْوَصَايَا خَاصٌّ لِلْمُكَوِّنِ اَلْمَسِيحِيِّ .

وَالسُّؤَالُ اَلْمَطْرُوحُ أَمَامَنَا مَا هِيَ اَلْمُعَوِّقَاتُ فِي إِصْدَارِ قَانُونِ مِيرَاثٍ خَاصٍّ لِلْمُكَوِّنِ اَلْمَسِيحِيِّ فِي اَلْأُرْدُنِّ ؟

 لَقَدْ وَرِثَتْ اَلدَّوْلَةُ اَلْأُرْدُنِّيَّةُ عَنْ اَلدَّوْلَةِ اَلْعُثْمَانِيَّةِ قَوَانِينَ عَدِيدَةً وَبَقِيَ اَلْعَمَلُ فِي شَرْحِ اَلْمَجَلَّةِ وَهِيَ بِمَثَابَةِ اَلْقَانُونِ اَلْمَدَنِيِّ حتى صدر اَلْقَانُونِ اَلْمَدَنِيِّ رَقْمِ 43 لِسَنَةِ 1976 كَقَانُونً مُؤَقَّتٍ وَفِي سَنَةِ 1996 تَمَّتْ اَلْمُوَافَقَةُ عَلَى اَلْقَانُونِ اَلْمُؤَقَّتِ مِنْ مَجْلِسِ اَلْأُمَّةِ ( اَلنُّوَّابُ وَالْأَعْيَانُ ) كَمَا وَرَدَ مِنْ اَلْحُكُومَةِ وَدُونَ مُنَاقَشَةٍ وَكَانَ اَلْأَمَلُ عَلَى أَنْ يُنَاقِشَ اَلْقَانُونُ مَادَّةَ مَادَّةٍ كَمَا هِيَ اَلْعَادَةُ وَلَقَدْ تَضَمَّنَ هَذَا اَلْقَانُونِ بَعْضَ اَلنُّصُوصِ اَلْقَانُونِيَّةِ اَلَّتِي تُعِيقُ تَطْبِيقَ قَانُونِ مِيرَاثٍ خَاصٍّ لِلْمُكَوِّنِ اَلْمَسِيحِيِّ وَاذْكُرْ مِنْهَا عَلَى سَبِيلِ اَلْمِثَالِ اَلْمَادَّةِ اَلثَّانِيَةِ اَلْفِقْرَةِ اَلثَّانِيَةِ مِنْ اَلْقَانُونِ اَلْمَدَنِيِّ حَيْثُ قَالَتْ:  ( فَإِذَا لَمْ تَجِدْ اَلْمَحْكَمَةُ نَصًّا فِي هَذَا اَلْقَانُونِ حَكَمَتْ بِأَحْكَامِ اَلْفِقْهِ اَلْإِسْلَامِيِّ اَلْأَكْثَرِ مُوَافَقَةً لِنُصُوصِ هَذَا اَلْقَانُونِ فَإِذَا لَمْ تُوجَدْ فَبقْتَضِى مَبَادِئَ اَلشَّرِيعَةِ اَلْإِسْلَامِيَّةِ ) وَكَذَلِكَ نَصَّتْ اَلْمَادَّةُ 1086/2 مِنْ اَلْقَانُونِ اَلْمَدَنِيِّ عَلَى مَا يَلِي : ( تَعْيِينُ اَلْوَرَثَةِ وَتَحْدِيدِ أَنْصِبَتِهِمْ فِي اَلْإِرْثِ وَانْتِقَالِ اَلتَّرِكَةِ يَخْضَعُ لِأَحْكَامِ اَلشَّرِيعَةِ اَلْإِسْلَامِيَّةِ).

لَقَدْ أَشَارَت هَذه اَلنَّصِّوص إِلَى تَطْبِيقَ أَحْكَامِ اَلشَّرِيعَةِ اَلْإِسْلَامِيَّةِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالْمِيرَاثِ أَمْر وَاجِبٍ فَهِيَ اَلَّتِي تَعَيَّنَ اَلْوَرَثَةُ وَتُقَسَّمهُمْ إِلَى ذَلِكَ فُرُوضٌ وَعَصَبِاتُ وَذَوِي أَرْحَام وَتَجْرِي أَحْكَامُ اَلْحَجْبِ وَالرَّدِّ وَمَا إِلَى ذَلِكَ مِنْ أَحْكَامِ اَلْمِيرَاثِ وَتَحَدَّدَ نَصِيبُ كُلٍّ وَارِثٍ وَتَبَيَّنَ كَيْفَ تَنْتَقِلُ مِلْكِيَّةَ هَذَا اَلنَّصِيبِ مِنْ اَلْمُوَرِّثِ إِلَى اَلْوَارِثِ وَفْقًا لِلشَّرِيعَةِ اَلْإِسْلَامِيَّةِ فَبِالتَّالِي فَإِنَّ اَلْقَانُونَ اَلْمَدَنِيَّ هَذَا لَمْ يُمَيِّزْ بَيْنَ اَلْمُكَوِّنِ اَلْمَسِيحِيِّ أَوْ اَلْمُسْلِمِ فِي تَوْزِيعِ اَلتَّرِكَةِ وَلَمْ يَتَضَمَّنْ وَلَمْ يَتَطَرَّقْ إِلَى اَلشَّرِيعَةِ اَلْمَسِيحِيَّةِ كَمَصْدَرِ مِنْ مَصَادِرِ اَلتَّشْرِيعِ كَمَا هُوَ فِي بَعْضِ اَلدُّوَلِ اَلْعَرَبِيَّةِ وَمَعَ أَنَّنِي مِنْ أَشَدِّ اَلْمُؤَيِّدِينَ لِصُدُورِ قَانُونِ مِيرَاثٍ لِلْمُكَوِّنِ اَلْمَسِيحِيِّ يُسَاوِي بَيْنَ اَلذَّكَرِ وَالْأُنْثَى إِلَّا أَنَّنِي أَجِدُ أَنَّ اَلْحَلَّ لِهَذِهِ اَلْمُعْضِلَةِ هُوَ اَلْعَمَلُ اَلْمُشْتَرَكُ مَا بَيْنَ أَفْرَادٍ وَمُؤَسَّسَاتٍ وَهَيْئَاتِ وَرُؤَسَاءِ كَنَائِسَ فِي هَذِهِ اَلْمَرْحَلَةِ بِالذَّاتِ مَعَ دُخُولِ اَلْأُرْدُنِّ هَذِهِ اَلْأَيَّامِ فِي اَلتَّحْضِيرِ لِلِانْتِخَابَاتِ اَلنِّيَابِيَّةِ لِانْتِخَابِ مَجْلِسِ نُوَّابٍ جَدِيدٍ لِفَتْحِ اَلْحِوَارِ مَعَ كَافَّةِ اَلْمُرَشَّحِينَ مِنْ أَفْرَادٍ وَقَوَائِمَ وَأَحْزَابٍ حَتَّى نَتَمَكَّنَ مِنْ اَلْوُصُولِ إِلَى رَأْيٍ شَعْبِيٍّ عَامٍّ لِلْعَمَلِ عَلَى تَعْدِيلِ اَلْمَادَّةِ 1086 مِنْ اَلْقَانُونِ اَلْمَدَنِيِّ لِمَا فِيهِ مَصْلَحَةُ اَلْجَمَاعَةِ وَالْأُسْرَةِ وَفَائِدَةٍ لِلْأَجْيَالِ اَلْمُتَتَابِعَةِ بِحَيْثُ يَنْحَصِرُ اَلْمِيرَاثُ بِأَقْرَبَ اَلنَّاس لِلْمُوَرِّثِ وَهُمْ أَبْنَاءَهُ ذُكُورَ أَوْ إِنَاثِ وَزَوْجَتَهُ وَأُصُولَهُ وَذَلِكَ لِصَالِحِ اَلْأُسْرَةِ وَلِلْقَضَاءِ عَلَى اَلْأَهْوَاءِ وَالْمُؤَثِّرَاتِ اَلْوَقْتِيَّةِ.

ـــــــــــــــــــــــــ

*الآراء المعبر عنها في المقالات هي آراء الكاتب الشخصية ولا تعكس بالضرورة مواقف أو سياسات "نبض الحياة" أو أي من فروعها أو موظفيها.