القدس - نبض الحياة - تم اكتشاف مذبح قديم في كنيسة القيامة في القدس خلال التجديدات التي شهدتها الكنيسة في الآونة الأخيرة.
في البداية تم العثور على لوح حجري محشور أمام حائط في ممر خلفي للكنيسة، كان يحمل الكتابة المحفورة عليه من قبل جموع الحجاج عبر العصور. وعندما تم الكشف عن الجانب الآخر منه خلال أعمال التجديد الأخيرة في الكنيسة، اتضح أنه أكثر قيمة مما كان يبدو عليه.
يُعتقد أن هذا اللوح الذي يبلغ طوله 2.5 مترًا وعرضه 1.5 مترًا، كان واجهة مزخرفة لمذبح مرتفع من العصور الوسطى، وكان يحتل مكان الصدارة في أحد أقدس المواقع المسيحية.
ويرجح الباحثون أن الزخارف الحلقية المتقنة تشير إلى أن المذبح كان مرصعًا بقطع من الرخام الثمين وقطع من الزجاج وقطع من الرخام الصغير المصنوع بعناية، "يُعتبر هذا المذبح قطعة فنية مذهلة حقًا".
ووفق موقع سي أن أن، تم تحديد نوع الزخرفة الفريدة باسم "كوزماتيك"، وهي تجمع بين الفن الكلاسيكي والبيزنطي والإسلامي، حيث استُخدم بلاط الرخام الملون المقطوع بدقة لملء النقوش الدائرية على الحجر.
أوضح علماء الآثار أن المذبح "كان يقف في القمة، في مكان مقدس في كنيسة القيامة"، وكان يُستخدم من قبل رجال الدين الكاثوليك للاحتفال بالقداس حتى غادر الصليبيون القدس. بعد ذلك، استخدمت الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية المذبح حتى تضرر في حريق عام 1808، وتم وضعه جانبًا ونسيانه حتى عمليات الترميم الأخيرة.
تم العثور على مذابح مزينة بنفس الطريقة داخل الكنائس في روما تعود إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر، وفقًا للباحثين. يعتقد هؤلاء الباحثون أن هذا الحجر المقدس في القدس يتوافق مع الاكتشافات الأثرية السابقة ومع شهادات الحجاج حول تكريس الكنيسة من قبل الصليبيين وتشكيل مذبحها الرئيسي في عام 1149.
من جانبه، رحب رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس، السكرتير العام لبطريركية الروم الأرثوذكس في القدس، بمثل هذا البحث في الكنيسة.
وقال فقًا لما نقلته وكالة رويترز: "تساهم الأعمال الفنية والتنقيبات الاثرية من قبل علماء الآثار والباحثين في تعزيز إيمان الكنيسة وقناعتها بأن هذا هو المكان … الذي صلب فيه يسوع المسيح … دفن ومنه قام".
الصور: رويترز