حالة ترقب في لبنان في أعقاب القصف على مجدل شمس ومجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة يدين التصعيد

لبنان


الفاتيكان - نفى حزب الله مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف ملعباً لكرة القدم في بلدة مجدل شمس الكائنة بمرتفعات الجولان المحتلة، ما أسفر عن مقتل اثني عشر طفلاً وفتى. في أعقاب الهجوم عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الولايات المتحدة الأمريكية، وشارك في اجتماع للحكومة الأمنية المصغرة. في غضون ذلك أصدر مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة بياناً ندد فيه بالحادثة، لافتاً إلى أن ما جرى هو عبارة عن مأساة مؤلمة ودعا إلى نبذ كل شكل من أشكال العنف.


مما لا شك فيه أن لبنان يعيش في هذه الساعات حالة من الترقب في أعقاب المجزرة التي وقعت في مجدل شمس، وهي قرية ذات الأغلبية الدرزية. ويقول الإسرائيليون إن الصاروخ الذي استهدف الملعب الرياضي هو إيراني الصنع، وإن حزب الله وحده الذي يملك هذا النوع من الصواريخ مع أن الحزب نفى مسؤوليته عن الهجوم، الذي أوقع أيضا ما لا يقل عن ثلاثين جريحا. ويرى المراقبون والمحللون السياسيون أن ما جرى في الجولان يفتح الأبواب على احتمالات كبيرة باتساع رقعة الحرب في المنطقة لتشمل لبنان أيضا، خصوصا وأن متحدثاً بلسان الجيش الإسرائيلي صرح بأن الهجوم هو الأعنف من نوعه ضد المدنيين في الداخل المحتل منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول أكتوبر الماضي، والتي أشعلت فتيل حرب غزة.


وعلى الرغم من نفيه أي مسؤولية عن الهجوم أعلن حزب الله أنه يتوقع رداً قاسياً من قبل إسرائيل، علما أنه كان قد رفض التقيّد بوقف إطلاق النار طالما استمر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة. وقد أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الجيش ضرب أهدافاً لحزب الله في القطاع الجنوبي كما في عمق الأراضي اللبنانية، في وقت أكد فيه نتنياهو بأن الحزب سيدفع ثمناً باهظاً.


إزاء هذا التصعيد الخطير أصدر مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة بياناً عبر من خلاله عن تعازيه الحارة لعائلات ضحايا هجوم مجدل شمس، وللجالية الدرزية كلها في الأرض المقدسة. وأكد البيان أن حياة هؤلاء الفتيان الأبرياء المفعمة بالآمال والأحلام تعرضت لعمل من العنف الذي لا يوصف، ما ولّد ألماً كبيراً لدى الأشخاص الذين يعتبرون الحياة البشرية مقدسة.


ولفت المجلس إلى أن فقدان هؤلاء الأطفال والفتيان، ضحايا الهجوم، هو مأساة كبيرة تركت أثراً في نفوسنا جميعاً، مضيفا أن الكلمات لا تستطيع أن تعبر عن هذا الوجع إزاء عمل مقيت كهذا. وطالب البيان الجميع بتكريم ذكرى الضحايا والتأكيد مجدداً على الالتزام لصالح السلام، ونبذ كل شكل من أشكال العنف، مع التشديد في الوقت نفسه على ضرورة أنهاء دوامة العنف هذه.


من هذا المنطلق حث مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة على البحث عن التفاهم والاحترام المتبادل، لأن مستقبل الأبناء والجماعات يعتمد على هذا الأمر. وجاء في البيان "كفى للعنف والحقد والاحتقار". وختم البيان داعياً الأطراف المعنية كافة إلى التخلي عن درب الصراع والسلاح والبحث عن التفاهم والاحترام المتبادل، لافتا إلى أن مستقبل الأطفال ورخاء الجماعات يعتمدان على قدرتنا على تخطي الحقد ومعانقة مبدأي الرأفة والتعايش السلمي.